وسط تساقطات مطرية غزيرة، انطلقت، مساء أول أمس، فعاليات الدورة العشرين لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، بحضور المخرج والكاتب السوري، محمد ملص، أحد أعلام السينما العربية، والمخرج ومدير التصوير المغربي عبد الكريم الدرقاوي، فيما غاب رئيس مؤسسة المهرجان، نبيل بن عبد الله، وزير السكنى وسياسة المدينة، ووزير الاتصال، مصطفى الخلفي، ورفيقه في الحزب، محمد إدعمار، رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، وكل من والي جهة طنجة – تطوان، ورئيس الجهة. فيما حضرت ثلة من السينمائيين المغاربة. وافتتحت فعاليات المهرجان بتكريم المخرج السوري محمد ملص، والذي ألقى كلمة تطرق فيها إلى فيلمه الجديد «سلّم إلى دمشق»، الذي يخصص له المهرجان عرضا خاصا، قبل أن يتطرق إلى ما تعيشه سوريا اليوم من حرب طاحنة، انتشر فيها حسب قوله، السلاح والتكفير، معبرا في نفس الوقت عن احترامه الكبير لمهرجان تطوان الدولي للسينما. كما تم خلال حفل الافتتاح تكريم المخرج المغربي، عبد الكريم الدرقاوي، صاحب الفيلمين «أيام شهرزاد الجميلة» (1982) و«الدارالبيضاء ليلا» (2003). ولأول مرة تنطلق أجواء الدورة العشرين لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط في ظل ظروف مالية جد صعبة، بعد رفض الجماعة الحضرية لتطوان، التي يرأسها حزب العدالة والتنمية، للمرة الثالثة، تقديم الدعم المالي المخصص له، طبقا للاتفاقية المبرمة بين الجماعة ومؤسسة المهرجان، وهي الاتفاقية التي تنص على أن «الجماعة الحضرية لتطوان تدعم المهرجان بمبلغ قدره مليون درهم في كل دورة، في حدود ثلاث دورات. وقال أحمد حسني إن عمدة تطوان رفض منحهم الدعم المالي لهذا الحدث الثقافي والفني الكبير بتطوان. فيما أكد متحدث آخر للجريدة أن محمد إدعمار يصر، مرة أخرى، على مواجهة مطالبهم بسياسة «اللامبلاة»، و«الصمت المطلق»، وغير المفهوم رغم ما يمثله مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية من «قيمة رمزية كبيرة ضمن خريطة العمل الثقافي داخل مدينة تطوان»، وكونه بمنزلة «سفير ثقافي للوطن وللمدينة لدى المؤسسات الثقافية والفنية المتوسطية»، مثلما يبقى «من أبرز التظاهرات الثقافية الدولية بالمدينة، والمعترف بها وطنيا وعربيا، وإشعاعا للمدينة محليا ووطنيا ودوليا، لجعلها تحتلّ مكانة مميزة في سياق المجال الثقافي الذي تخصصت فيه، وهو السينما. وكشفت إدارة مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، عن برامج دورته ال20، التي ستنطلق ابتداء من 29 مارس إلى غاية 5 أبريل المقبل. وذكر محمد حسني، مدير المهرجان، في بلاغ له، أنه سيتم خلال فعاليات المهرجان عرض 12 فيلما روائيا طويلا ضمن برنامج المسابقة الرسمية للفيلم الطويل ستعرض في قاعة سينما أبنيدا بتطوان، التي تقدم منذ الدورة السابقة، عرضا رقميا للأفلام السينمائية، مضيفا أن المخرج السوري محمد ملص سيترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، فيما ستترأس المخرجة المصرية، مريان خوري، لجنة الوثائقي، والاسباني إسماعيل مارتين لجنة مسابقة الأفلام القصيرة.