اختار منظمو مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط المخرج السوري محمد ملص لترؤس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة للدورة العشرين، التي تنظم بين 29 مارس و5 أبريل 2014. ملصق الدورة 20 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط قال مدير المهرجان، أحمد حسني، في تصريح ل"المغربية"، إن إدارة المهرجان اختارت المخرج والكاتب السوري محمد ملص، باعتباره علما من أعلام السينما العربية، التي أثرى خزانتها بالعديد من الروائع السينمائية، مثل "أحلام المدينة"، سنة 1984، ثم فيلم "الليل"، سنة 1992، وفيلم "باب المقام" سنة 2005، وأخيرا فيلمه الجديد "سلم إلى دمشق"، سنة 2013. وأفاد حسني أنه سيتم تقديم عرض خاص للفيلم الأخير لمحمد ملص "سلم إلى دمشق"، خلال فعاليات هذه الدورة الاستثنائية من تاريخ المهرجان، وهي الدورة العشرون، منذ انطلاق دورته الأولى، في ربيع 1984، تحت مسمى "ملتقى تطوان السينمائي"، ليرقى سريعا إلى مهرجان سينمائي، وهو أعرق مهرجان في تاريخ السينما المغربية. وأكد أن 12 فيلما روائيا طويلا ستعرض في برنامج المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، في قاعة سينما "أبنيدا" بتطوان، التي أصبحت حاليا من بين أهم القاعات المغربية، بفضل إعادة تأهيلها من خلال رقمنتها. وكشف حسني أن الدورة 20 من المهرجان ستتميز بمشاركة فيلمين مغربيين في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، مؤكدا مشاركة فيلم جيلالي فرحاتي "سرير الأسرار"، المقتبس من رواية البشير الدامون، التي تدور أحداثها في مدينة تطوان، الذي سبق له الحصول على جائزتين في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة. وبخصوص الفيلم الثاني، قال حسني إن إدارة المهرجان رشحت فيلم "وداعا كارمن" لمحمد أمين بنعمراوي لتمثيل المغرب في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، باعتباره من أبرز الأفلام التي أنتجتها السينما المغربية أخيرا، فضلا عن أنه فيلم أمازيغي ريفي، يبرز العلاقة المبنية على الحب والاحترام بين المغاربة و"المهاجرين" الإسبان، الذين فضلوا الاستقرار بمنطقة الريف أيام حكم فرانكو، وكانت الشخصية الرئيسية في الفيلم، الإسبانية "كارمن" التي أضاءت الطريق أمام بنعمراوي وهو في الرابعة من عمره نحو عالم السينما. وإلى جانب محمد ملص، اختارت إدارة المهرجان ابنة شقيق أحد كبار أصدقاء المهرجان، المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، ويتعلق الأمر بمبدعة فيلم "عاشقات السينما" المخرجة والمنتجة السينمائية المصرية ماريان خوري، لترأس لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي، باعتبارها من أبرز السينمائيات العربيات في العالم، وأول سينمائية عربية تحظى بعضوية لجان التحكيم في مهرجان "كان" الدولي. كما اختار المنظمون رئيس مكتب دعم مكتب النهوض بالفن السينمائي في مدريد، منذ 2004، المنتج والسينمائي الإسباني، إسماعيل مارتي، لترؤس مسابقة الفيلم القصير، لخبرته الطويلة في إنتاج الأفلام القصيرة بإسبانيا. محمد ملص عراب السينما السورية المخرج والكاتب السوري محمد ملص هو أحد أعلام السينما العربية، عمل مدرسا من سنة 1965 إلى 1968، ثم تخرج عام 1974 من معهد السينما في موسكو. فكان من الرعيل الأول الذي تخرج من معلمة السينما الروسية. أثرى الخزانة السينمائية والثقافية في الوطن العربي بالكثير من الروائع السينمائية، التي ساءلت مختلف القضايا التي شغلت المجتمعات العربية. أخرج ابن الجولان أول أعماله "حلم مدينة صغيرة"، وقد كبر الحلم السينمائي لمحمد ملص مع تراكم التجربة، وصولا إلى فيلمه الكبير "أحلام المدينة" سنة 1984، وفيلم "الليل" سنة 1992 ثم فيلم "باب المقام" سنة 2005، وأخيرا فيلمه الجديد "سلم إلى دمشق" سنة 2013. وهو إلى جانب عبقريته في الإخراج السينمائي، كاتب رواية أيضا، صدرت له "إعلانات مدينة كانت تعيش قبل الحرب"، وهي يوميات عن مدينته القنيطرة السورية، مثلما أصدر قبل سنوات يومياته الخاصة، بعنوان "مذاق البلح"، والتي يحيك فيها المخرج سيرته بمذاق سينمائي ونكهة خاصة في الكتابة. وعبر مساره السينمائي الزاخر، تم تكريم وتتويج السينمائي السوري في العديد من المهرجانات السينمائية والمحافل الثقافية العربية والدولية. ماريان خوري عاشقة السينما العربية المخرجة والمنتجة السينمائية ماريان خوري هي إحدى أكبر "عاشقات السينما"، في مصر، والوطن العربي، كما هو عنوان فيلمها الثاني "عاشقات السينما" الذي أخرجته سنة 2002، وقبله كان فيلمها الأول "زمن لورا" سنة 1999. أما فيلمها الأخير فهو فيلم "ظلال"، الذي يلقي بظلاله على معاناة المرضى النفسانيين وآلامهم وانكساراتهم. وماريان خوري الملقبة ب"سيدة القاهرة" هي ابنة شقيق المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، عبقري السينما المصرية، الذي شاركته في الكثير من أعماله الخالدة. وتبقى ماريان أول امرأة عربية تحظى بعضوية لجان التحكيم في مهرجان "كان"، كما جرى تعيينها سنة 2012، مديرة فنية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. إسماعيل مارتين دعم متواصل للفيلم القصير المنتج والسينمائي الإسباني إسماعيل مارتين، هو رئيس مكتب دعم مكتب النهوض بالفن السينمائي في العاصمة الإسبانية مدريد منذ 2004. أنتج مارتين أزيد من سبعين فيلما قصيرا، وأعطى الانطلاقة لمجموعة من المشاريع والأنشطة السينمائية في إسبانيا، منها تنظيم الندوة الدولية للمدارس السينمائية سنة 2006، وندوة الفيلم القصير في العاصمة مدريد سنة 2005، ضمن تظاهرة فنية تطفئ هذه السنة شمعتها السابعة، بتقديم أكثر من اثنتين وخمسين عملا سينمائيا. وبفضل التجربة الغنية التي راكمها في مجال الإنتاج، لامس إسماعيل مارتين، عن كثب، التطورات التكنولوجية التي عرفها عالم السينما، منذ عرض الأفلام بصيغة 35 ملم، وصولا إلى العرض الرقمي للأفلام السينمائية.