يرأس المخرج السوري محمد ملص لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، في الدورة العشرين من مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، التي تقام في الفترة ما بين 29 مارس و5 أبريل 2014. وسيتم عرض 12 فيلما روائيا طويلا ضمن برنامج المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، التي تعرض في قاعة سينما أبنيدا بتطوان، أكبر القاعات السينمائية المغربية على الإطلاق، وهي تقدم، منذ الدورة السابقة، عرضا رقميا للأفلام السينمائية. والمخرج والكاتب السوري محمد ملص، أحد أعلام السينما العربية، أثرى الخزانة السينمائية والثقافية في الوطن العربي بالكثير من الروائع السينمائية، التي ساءلت مختلف القضايا التي شغلت المجتمعات العربية وقائع وانكسارات وأحلاما وانتظارات. وكان ابن مدينة الجولان الذي ولد في هذه المنطقة بالغة الدلالات في التاريخ العربي الحديث، قد انتقل إلى روسيا لمتابعة دراسته السينمائية، فكان من الرعيل الأول الذي تخرج من معلمة السينما الروسية، وهو معهد السينما في موسكو، سنة 1974. وقبل ذلك، كان المخرج قد قدم لنا أول أعماله، وهو فيلمه القصير الذي يحمل عنوان "حلم مدينة صغيرة"، وقد كبر الحلم السينمائي لمحمد ملص مع تراكم التجربة، وصولا إلى فيلمه الكبير "أحلام المدينة"، سنة 1984، ثم فيلم "الليل"، سنة 1992، ثم فيلم "باب المقام" سنة 2005، وأخيرا فيلمه الجديد "سلم إلى دمشق"، سنة 2013. وهو إلى جانب عبقريته في الإخراج السينمائي، كاتب رواية أيضا، صدرت له "إعلانات مدينة كانت تعيش قبل الحرب"، وهي يوميات عن مدينته القنيطرة السورية، مثلما أصدر قبل سنوات يومياته الخاصة، بعنوان "مذاق البلح"، والتي يحيك فيها المخرج سيرته بمذاق سينمائي ونكهة خاصة في الكتابة. وعبر مساره السينمائي الزاخر، تم تكريم وتتويج السينمائي السوري الكبير في العديد من المهرجانات السينمائية والمحافل الثقافية العربية والدولية. هذا، وسيتم تقديم عرض خاص للفيلم الأخير لمحمد ملص "سلم إلى دمشق"، خلال فعاليات هذه الدورة الاستثنائية من تاريخ المهرجان، وهي الدورة العشرون، منذ انطلاق دورته الأولى، في ربيع 1984، تحت مسمى "ملتقى تطوان السينمائي"، ليرقى سريعا إلى مهرجان سينمائي، وهو أعرق مهرجان في تاريخ السينما المغربية. وإلى جانب محمد ملص، ترأس المخرجة والمنتجة السينمائية المصرية ماريان خوري لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي . سيدة القاهرة ماريان خوري هي إحدى أكبر "عاشقات السينما"، في مصر، والوطن العربي، كما هو عنوان فيلمها الثاني "عاشقات السينما" الذي أخرجته سنة 2002، وقبله كان فيلمها الأول "زمن لورا" سنة 1999. أما فيلمها الأخير فهو فيلم "ظلال"، الذي يلقي بظلاله على معاناة المرضى النفسانيين وآلامهم وانكساراتهم. وماريان خوري، ابنة شقيق المخرج المصري الراحل يوسف شاهين شاركت عبقري السينما المصرية في الكثير من أعماله السينمائية الخالدة. وتبقى ماريان أول امراة عربية تحظى بعضوية لجان التحكيم في مهرجان "كان"، كما جرى تعيينها سنة 2012، مديرة فنية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. أما مسابقة الفيلم القصير، فيرأس لجنة تحكيمها المنتج والسينمائي الإسباني إسماعيل مارتي، وهو رئيس مكتب دعم مكتب النهوض بالفن السينمائي في العاصمة الإسبانية مدريد منذ 2004. وقد أنتج مارتين أكثر من سبعين فيلما قصيرا، وأعطى الانطلاقة لمجموعة من المشاريع والأنشطة السينمائية في إسبانيا، ومنها تنظيم الندوة الدولية للمدارس السينمائية سنة 2006، وندوة الفيلم القصير في العاصمة مدريد، سنة 2005، ضمن تظاهرة فنية تطفئ هذه السنة شمعتها السابعة، بتقديم أكثر من اثنتين وخمسين عملا سينمائيا. وبفضل التجربة الغنية التي راكمها في مجال الإنتاج، لامس إيماعيل مارتين، عن كثب، التطورات التكنولوجية التي عرفها عالم السينما، منذ عرض الأفلام بصيغة 35 ملم، وصولا إلى العرض الرقمي للأفلام السينمائية.