مالحة في فمنا الكلمات.. مركب بنجلون تحول إلى ساحة حرب.. تعرض لاعبو الفريق إلى سطو مسلح.. سيوف وسكاكين وقصة حزينة عصية على الفهم.. من يصدق هذا الاعتداء العنيف على اللاعبين وسرقة هواتفهم وتكسير سياراتهم؟ خوف وذعر وحدث غريب لم تعش الوداد مثله أبدا.. مالحة في فمنا الكلمات.. ملثمون مدججون بالسيوف، أنهوا في تلك الأمسية الحزينة تداريب الوداد على وقع الألم.. سمعت الخبر عبر محطات الإذاعة، ووجدتني بين مصدق ومكذب للخبر في نفس الوقت، كيف يحدث هذا داخل قلعة فريق كبير.. أين هم رجال الأمن المكلفون بحراسة النادي، قبل أن أفرك عيني عشرات المرات لأتحقق من هول ما حصل عبر المواقع الإلكترونية على شاشة الكمبيوتر.. كانت تصريحات رجال الأمن الخاص تلخص الحكاية وكأنها أشبه بمسلسل رعب، ولم يجدوا أمام تهديدات المنحرفين غير الابتعاد.. ما عند الميت ما يقول قدام غسالو.. كان المشهد حقا يدعو للتساؤل باستغراب.. ماذا حدث بالضبط؟ ولا أعتقد أن جمهورا عاشقا للوداد قادر على أن يسرق من اللاعبين فرحة الانتماء لناد عريق.. ولن يصل به الشغب حد السرقة وإحداث أعمال عنف داخل مؤسسة لها احترامها الخاص.. مالحة في فمنا الكلمات.. ياسين لكحل.. ينزف دما، والشريف يروي المشهد بحرقة.. وسعد فتاح ومعه الخالقي لم يتجرعا بعد مرارة الألم الجسدي والنفسي.. فهل وصلت السرقة بالبعض حد اقتحام مركب رياضي في واضحة النهار.. وربما قد يشكل الأمر قطيعة بين ناد عريق وجمهور كبير.. ولن يحضر تداريب الوداد بعد اليوم أحد.. مالحة في فمكنا الكلمات.. في فاس، تكرر المشهد الدامي، فقد أقدم مجهولون على اقتحام ملعب تداريب «الواف» واعتدوا على اللاعبين.. وتعرض حارس الفريق لإصابات قد تبعده عن الملاعب الرياضية لفترة ليست بالقصيرة.. وانتهى الأمر بوضع شكاية لدى مصالح الأمن.. وفي الحلق غصة.. فمن يضمن للاعب بعد اليوم سلامته في الملعب؟ مالحة في فمنا الكلمات.. قبلها، كان الشغب في المدرجات.. يوما، وفي لقاء خارق للوداد ضد الجيش الملكي، المباراة التي تحفظون فصولها طبعا، توقف الفرح للحظة في مركب محمد الخامس.. كسر الجمهور ثريا المتعة الرياضية، اقتلع الكراسي، وتحولت المدرجات إلى ساحة حرب استعملت فيها السيوف والهراوات، مصابون ومعتقلون ونهاية حزينة ليوم رياضي.. وكأن هذا الجمهور ملزم بتكسير كل ما يجده أمامه للتعبير عن فرحه حينا، وعن غضبه حينا آخر.. ويستعرض البعض عضلاته على (الطوبيسات).. فكيف تحولت الكرة إلى مصدر لأوجاع الآخرين.. يرحل الجمهور إلى الملعب ليكسر المقاعد، ويحدث فوضى غير مبررة، وكم من مشجع ذهب إلى الملعب ليوقع أحيانا على خلاصه.. مالحة في فمنا الكلمات.. كرة القدم هي العشق الذي يلثمنا جميعا ولكنه يتحول في لحظات أخرى إلى قنبلة موقوتة تفجر كل من حولها.. حزن في الملاعب وألم وموت زؤام.. صحيح أن حادث الوداد لا يعتبر شغبا، هو إجرام مقصود، يتطلب متابعة وتحقيقا لمعرفة الجناة.. ولكن من يعيد للاعبي الوداد طمأنينة اللعب بارتياح وينهي كوابيس ذلك اليوم الحزين.. مالحة في فمنا الكلمات.. مالحة أمامنا الأشياء.. واعذروا سادتي كم الألم في مفرداتي.. وهروب فواصل السخرية من زاويتي، فلم أجد غير شعر «نزار» لأطفئ لهيب الحسرة بداخلي..