خرج الآلاف من سكان مدينة آزمور، عشية أول أمس، في مسيرة حاشدة جابت أهم شوارع المدينة، وقصدوا محطة القطار الموجودة على بعد كيلومترات من وسط المدينة، واحتلوا السكة الحديدية لمدة ليست بالهينة، حيث اضطرت إدارة المحطة إلى إخبار سائقي القطارات بالتوقف بعيدا عن المحطة إلى حين إنهاء المحتجين لوقفتهم فوق السكة الحديدية. وجاءت هذه المسيرة، التي تابعت بعض أطوارها «المساء»، للتنديد، للمرة الثانية في ظرف ثلاثة أيام، بالحادث المأساوي الذي أودى بحياة طالبة وسيدة، دهسهما القطار بالمحطة أثناء عبورهما للسكة الحديدية في غياب الممر الأرضي الخاص بالركاب، والذي بإمكانه أن يجنب المسافرين خطر الموت في كل مرة يصل فيها القطار إلى المحطة، والذي يتزامن مع مرور قطارات لنقل البضائع تابعة للجرف الأصفر. وجدد المحتجون مطالبة المسؤولين بضرورة تشييد هذا الممر في أقرب الآجال وقفا لنزيف الأرواح. وعلمت «المساء» أن مسؤولا بقسم الصيانة بالإدارة العامة للسكة الحديدية جلس إلى طاولة الحوار مع بعض الممثلين عن السكان، لكن الجلسة لم تسفر عن أي نتائج بسبب فقدان ثقة المواطنين في الوعود التي تم تقديمها في السابق بخصوص هذا المشكل. كما علمت «المساء» أن بعض «الكائنات» السياسية التي تتصيد فرص الظهور والركوب على جراح المواطنين أفسدت على ساكنة مدينة آزمور طعم النضال من أجل موضوع يهم كافة ساكنة المدينة، بعدما حاولت بعض تلك الكائنات الترويج لكونها وراء تنظيم المسيرة الاحتجاجية، رغم أن الحقيقة تؤكد أن المسيرة كانت عفوية وشاركت فيها جميع الأطياف السياسية والجمعوية والتلاميذ والطلبة وحتى المواطنين الذين لا يفقهون في السياسة شيئا، على اعتبار أن مطلب توفير ممر تحت أرضي بمحطة آزمور يعد مطلبا شعبيا لأبناء المدينة كافة وأن حادث مصرع الطالبة والسيدة دفعة واحدة كان الشرارة التي أوقدت نار الاحتجاجات التي تمنى سكان المدينة أن تجد آذانا صاغية لها.