لقي طفل لا يتجاوز عمره عشر سنوات حتفه نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن داسه القطار فوق السكة الحديدية عند ممر غير محروس بحي بنسودة، أحد الأحياء الشعبية بمدينة فاس. وليس هذا هو الحادث الأول من نوعه الذي يحصل بهذا الحي، فقد سبق أن شهد حوادث أخرى مميتة، منها ثلاث حالات منذ نحو سنة، ذلك أن الكثافة السكانية العالية بهذا الحي ومجاورته للحي الصناعي وغياب سور وممرات محروسة، يتسبب في استمرار في حوادث مفجعة. ويحتج السكان باستمرار على غياب حواجز للوقاية أو حراس تابعين للمكتب الوطني للسكة الحديدية بعين المكان من أجل تفادي الحوادث المميتة التي تقع باستمرار عند هذا المقطع من السكة. ويزيد من خطورة الأمر ضعف الرؤية على مسافة بعيدة بحكم وجود منعرج للسكة في اتجاه محطة أكدال بينما تتواجد مبانٍ سكنية وأشجار تحجب الرؤية من الاتجاه الآخر، مما يتعذر معه أحيانا معرفة مرور القطار على رأس كل نصف ساعة تقريبا في الاتجاهين معا... ورغم الشكايات المتكررة التي يوجهها سكان حي بنسودة وأحياء زليلك والمسيرة ورأس الماء وزواغة من أجل بناء سور واق أو إقامة معبر تحت أرضي أو فوق السكة لتسهيل عملية العبور أو إقامة على الأقل حاجز يشرف عليه حارس لمنع المواطنين من العبور في أوقات مرور القطار، إلا أن نداءاتهم لم تلق الآذان الصاغية، علما أن ثلاثة مواطنين على الأقل يلقون مصرعهم سنويا بهذا الموقع، بالإضافة إلى حوادث أخرى تتسبب في تشوهات وإعاقات لمواطنين آخرين، حيث يقدر عدد الذين يعبرون يوميا السكة الحديدية بحي بنسودة بأكثر من 3 آلاف مواطن. وتتكرر باستمرار حوادث من نفس القبيل داخل فاس وعلى مشارفها، ومنها الحادثة المفجعة التي داس فيها قطار يربط بين فاس وووجدة سيارة خفيفة من نوع « سيكانز 15» ومن كان بداخلها من الركاب في معبر غير محروس فوق السكة الحديدية بموقع الطوابعة قبل بضعة أشهر، ما أدى إلى مقتل سيدتين وإصابة خمسة آخرين بجروح وكسور خطيرة.