قضى المسافرون المستعملون للقطارات القادمة من مدينة مراكش والمتوجهة نحو مدينة فاس، وكذا القطارات القادمة من البيضاء في اتجاه مراكش ليلة عصيبة، أول أمس السبت، بعد أن اضطرت هذه القطارات إلى التوقف أربع ساعات، بسبب احتجاجات سكان دوار «الكواسم» بالقرب من محطة النسيم إثر مقتل رجل، في الأربعينات من عمره، دهسه القطار الذي كان قادما من بوسكورة في اتجاه البيضاء في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء أول أمس السبت، الاحتجاجات التي قام بها أفراد من عائلة الهالك توسعت لتشمل عددا من سكان الدوار، الذين طالبوا بإنشاء ممر محروس بالنقطة التي شهدت الحادث. وأكد شهود عيان أن الاحتجاجات تطورت إلى رشق عشوائي للقطار بالحجارة ما زاد من تعقيد الأمور، وحسب نفس الشهود فإن الهالك، الذي كان يهم بعبور السكة الحديدية دهسه القطار بمعية دراجته النارية وحوله إلى أشلاء، مما جعل عائلته وأبناء الدوار المجاور يحتلون السكة الحديدية احتجاجا على عدم وجود ممر محروس بمحاذاة دوارهم. هذا الشكل الاحتجاجي استنفر كافة الأجهزة الأمنية التي وجدت صعوبة في فك الاعتصام. ومن جانب آخر، عرفت بعض النقط التي توقفت بها القطارات احتجاجات للمسافرين، الذين اضطروا للبقاء بمناطق خلاء لأربع ساعات في انتظار تحرير السكة الحديدية من الاعتصام، كما هو الحال بالنسبة إلى المسافرين القادمين من مدينة مراكش، الذين توقف بهم القطار بالقرب من محطة النواصر من الساعة العاشرة ليلا إلى الساعة الواحدة من صباح يوم الأحد، حيث كان من بين المسافرين أشخاص متوجهون إلى مطار محمد الخامس لم يتمكنوا من الوصول إلى المطار في مواعيد رحلاتهم، كما كان من بين المسافرين مسنون ومرضى. وعبر المسافرون عن تذمرهم من الطريقة الباردة التي تعامل معهم بها أحد المستخدمين بهذه المحطة، إذ كان يخبرهم في كل مرة بأن الحافلات قادمة لنقلهم لكن دون جدوى، كما هدد المسافرون المحتجون بقطع الطريق السيار، القريبة من محطة النواصر، قبل أن يتم تحرير السكة الحديدية من اعتصام المحتجين قرب محطة النسيم في حدود الساعة الواحدة صباحا، لتنطلق القطارات إلى وجهاتها مسجلة تأخيرات خلفت غضبا عارما في صفوف المسافرين.