قام صباح أول أمس الاثنين سكان دواوير (الدراع، أولاد ساعد، دوار القايد، تكني، الشويرف، الكراربة...)، وهي أحياء عشوائية وقروية تضم الآلاف من الأسر التابعة لجماعة مولاي عبد الله بالجديدة ، بمحاصرة قطار أزيد من سبع ساعات، حيث استمر هذا الحصار المصحوب بوقفة احتجاجية منذ الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى حدود الساعة السابعة مساء، احتجاجا على مقتل سيدة كانت تدعى فاطمة (أم لخمسة أطفال) بعد أن دهسها القطار أثناء عبورها الخط السككي المحاذي لدوار الدراع على بعد أمتار من محطة القطار بالجديدة. السكان شيدوا خيمة فوق السكة الحديدية أمام القطار المحاصر ورفضوا فض الاعتصام إلى حين استصدار قرار يقضي بتشييد قنطرة أو ممر محروس للعبور بهذه النقطة. وكانت إشاعة مفادها أن الحادث جاء نتيجة انتحار الهالكة أججت غضب الساكنة وأسرة الضحية، في وقت أفادت مجموعة من التصريحات لمقربين من الهالكة أنها كانت متوجهة نحو مدينة الجديدة لزيارة الطبيب واستقدام الأدوية. الحادث استنفر كافة الأجهزة الأمنية بمدينة الجديدة، الذين فتحوا حوارا مع السكان الذين رفضوا فك الاعتصام أمام القطار، وطالبوا بقوة بضرورة تشييد القنطرة أو الممر المحروس لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث بهذا المقطع السككي الرابط بين الجديدة والبيضاء من جهة، وبين الجديدة والجرف الأصفر من جهة ثانية. ورفع المحتجون صور ملك البلاد والأعلام الوطنية، ورددوا شعارات تندد بالحادث وأحداث أخرى مماثلة سبقته. كما رفع المحتجون محافظ أبنائهم المدرسية، في إشارة إلى أن أغلب عابري هذا الخط من التلاميذ و التلميذات أو ذويهم الذين يرافقونهم إلى الضفة الأخرى للوصول إلى مدرسة «السلام» أو «الجوهرة» أو مدرسة «سيدي موسى». وقال السكان في تصريحات بمكان الاعتصام إن الظلمة بهذا المكان باتت تخيف العابرين، الأمر الذي يضطر معه أولياء الأمور إلى الحضور إلى جنبات خط السكة الحديدية لاستقبال أبنائهم وبناتهم لدى عودتهم من المدارس خوفا عليهم من تعرضهم لأي مكروه بهذه الأماكن المظلمة. الحصار الذي ضربه السكان على القطار لم يرفع إلا بعد أن تم توقيع محضر مشترك بين ممثلين عن الساكنة من جهة، ومدير المكتب الجهوي للسكك الحديدية، ورئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة الجديدة، ورئيس مؤسسة إنتاج القطارات، ورئيس دائرة الجديدة، ورئيس جماعة مولاي عبد الله، وباشا مدينة الجديدة، وقائدي المقاطعة الثالثة، وقيادة أولاد بوعزيز الشمالية، يتعهد فيه المسؤول الجهوي للسكك الحديدية بإنجاز المنشأة الفنية الخاصة بالقنطرة السفلية على أن تنطلق الأشغال بها في أجل أقصاه شهر واحد، في إطار اتفاقية ستبرم بين جماعة مولاي عبد الله والمديرية الجهوية للسكك الحديدية. المحضر الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه كاد يرفضه المحتجون لكونه ضم فقط توقيعات المسؤولين دون أختام، لكن تطمينات السلطات بتتبع تنزيل مضمونه أقنعت المعتصمين بفك اعتصامهم من أمام القطار في انتظار بدء تنزيل مضمون الاتفاق. وكان رجال الأمن قد حضروا إلى مكان الاحتجاج وفتحوا حوارا مع بعض ممثلي جمعيات المجتمع المدني في محاولة لإقناع المحتجين بعدم الاستمرار في محاصرة القطار الآخر تفاديا لوقوع ارتباك في مواعيد رحلات القطارات، وهو ما استجاب له المحتجون بعد ساعات من الحصار. وأكد السكان على ضرورة بناء ممر محروس مع توفير الإضاءة اللازمة بهذا الممر لحماية المواطنين وضمان سلامتهم.