اهتزت مدينة الحسيمة أول أمس على خبر مقتل أحد مروجي المخدرات الصلبة، في بلدية بني بوعياش المجاورة، والذي كان موضوع بحث لمدة عامين، بعد مطاردة عنيفة من قبل فرقة أمنية تتكون من تسعة أشخاص، أدت إلى إصابة اثنين منهم بجروح متفاوتة الخطورة. وأفاد مصدر من الحسيمة «المساء» أن المطاردة استمرت من الثانية والنصف بعد الزوال إلى الثالثة والنصف، حيث تفرق رجال الأمن إلى مجموعات من شخصين لمحاصرة مروج المخدرات، الذي كان يدعى قيد حياته «الشريف»، في بلدة بني بوعياش على بعد 25 كيلومترا من الحسيمة، المعروفة بانتشار المخدرات الصلبة في أوساط التلاميذ والشباب بها. وبعد ساعة من المطاردة تمكن اثنان من رجال الأمن من محاصرة الشخص المعني، لكنه أشهر سكينا كبيرة في وجهيهما فأصاب الشخص الأول بجروح في الفخذ، وأطلق الغاز المسيل للدموع على الشخص الثاني فأسقطه على الأرض، وأراد أن يجهز عليه بسكينه، لكن هذا الأخير أخرج مسدسه وأطلق عليه النار فأصابه برصاصة في بطنه، نقل على إثرها إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالحسيمة، حيث لفظ أنفاسه متأثرا بجروحه. وذكر بلاغ للإدارة العامة للأمن الوطني، وجهت نسخة منه إلى وكالة المغرب العربي للأنباء، أن مروج المخدرات الصلبة، الذي كان مبحوثا عنه بكثافة، قتل بعدما أبدى مقاومة شرسة ضد فرقة للشرطة القضائية قدمت لإيقافه بأمر من وكيل الملك. وأوضح البلاغ أن المتهم كان موضوع 21 مذكرة بحث، أربع منها على الصعيد الوطني. وقد حجزت عناصر الشرطة سيفين وأنبوبي غاز مسيل للدموع وغراما واحدا من الكوكايين كان بحوزة المتهم، وتم فتح تحقيق من أجل تحديد هوية أعضاء الشبكة وتحديد مصدر المخدرات الصلبة. وحسب مصدر مطلع من الحسيمة، فإن سبب الحادثة يعود إلى ضبط أربعة أشخاص يوم الأربعاء الماضي بالمحطة الطرقية للمدينة وبحوزتهم أربع لفافات من مخدر الهيروين، وخلال استنطاقهم من قبل العناصر الأمنية تبين أنهم اشتروا المخدرات من المسمى قيد حياته «جواد أفلاح»، الملقب ب«الشريف» والمقيم بدوار بني بوعياش، لكي يتبين لرجال الأمن أن الأمر يتعلق بنفس الشخص المبحوث عنه خلال الأشهر الماضية. ونقل المصدر ل«المساء» أن حالة رجلي الأمن، اللذين يرقدان في المستشفى الإقليمي بالمدينة، مستقرة نسبيا بعدما أصيبا بجروح، لكن إصابتهما النفسية كبيرة جدا، مما سيؤخر مغادرتهما للمستشفى في أجل قريب. وقال المصدر إن تاجر المخدرات، وهو من مواليد 1982 وغير متزوج، كان يزاول تجارته بكل حرية في المنطقة طيلة العامين الماضيين، ويعترض سبيل السكان لسرقتهم، دون أن تتحرك الأجهزة الأمنية في الإقليم لوضع حد لجرائمه.