قالت زوجة الأمريكي المقيم في المغرب، والذي اعتنق الإسلام عام 2005، إن الشرطة القضائية بمدينة فاس استدعتها رفقة زوجها سونياني للمرة الثانية في الأسبوع الماضي، على خلفية الشكاية التي تقدم بها محاميه خليل الإدريسي، بخصوص المضايقات التي يتعرض لها من أشخاص مجهولين، يحتمل أن يكونوا من الأمن السري، حسب تأكيدات سونياني، الذي أصبح يتسمى باسم يحيى، في تصريحاته ل«المساء». وتلقى سونياني، حسب إفادات زوجته، تأكيدات بمتابعة الأشخاص المسؤولين عن مضايقته في جميع تحركاته داخل المدينة، وخاصة في حي الأدارسة حيث يقيم رفقة زوجته هجوج أمينة. وأوضح سونياني، الأمريكي الذي اعتنق الإسلام بمدينة مكناس واختار الاستقرار في المغرب، أنه ما زال يتعرض لملاحقات من أشخاص مجهولين، يتناوبون على مضايقته في جميع تنقلاته، وقدر عددهم بحوالي 80 شخصا، بعضهم يقيم بفيلات وإقامات حيث يتبادلون الأدوار على ملاحقته. وتمكن سونياني، الذي عمل سابقا في سلك الأمن بالولايات المتحدةالأمريكية، من التقاط صور لهؤلاء الأشخاص دون أن يعلموا به، تتوفر "المساء" على نسخ منها، كما وضع رسما توضيحيا لأهم المنافذ والمواقع التي يتخذها هؤلاء كنقاط لمراقبته. وبحسب تصريحات سونياني فإن بعض هؤلاء الأشخاص المجهولي الهوية، اقتحموا منزل أحد الجيران في 10 فبراير الماضي، إثر عودته من زيارة قصيرة إلى السودان، من أجل مراقبته داخل مسكنه، مبررين الاقتحام بوجود «حالة إرهابية» بعين المكان ومقدمين أنفسهم على أنهم من الأمن الوطني. وتساءلت زوجة الأمريكي المسلم، هجوج أمينة:«لماذا جاء كل هؤلاء الأشخاص للسكن بهذه الإقامات والفيلات قرب منزل زوجي، في حين أننا نعرف أن فاس تعاني من انعدام الأمن في جل الأحياء؟». وأضافت أن هؤلاء الأشخاص المجهولين بدأوا يتوافدون على مسجد معاذ بن جبل، حيث يؤدي زوجها الصلوات الخمس، من أجل مراقبته، كما يحرضون سكان الحي والأحياء المجاورة على مضايقته بدعوى أنه إرهابي وأنه يتصنع اعتناق الإسلام لأغراض أخرى. وقالت إن هؤلاء الأشخاص «يستعملون سيارات راقية وأدوات اتصال رفيعة وذات تقنية عالية». وكانت «المساء» قد نشرت في فبراير الماضي قصة هذا المواطن الأمريكي الغريبة في مدينة فاس، ونقلت معاناته مع الإدارة المغربية من أجل الحصول على وثائق الإقامة بالمغرب لمدة عشر سنوات، وصرح ل «المساء" في وقت سابق بأن جميع المضايقات التي يتعرض لها هي بهدف دفعه إلى مغادرة المغرب، وإقناعه بالعودة إلى بلاده. وبعد عدة تحركات ووساطات تمكن سونياني من الحصول على رخصة الإقامة لعشر سنوات، لكنه يقول إن حياته اليومية ما تزال كابوسا يزعجه باستمرار. كما روى أنه أثناء زيارته للسودان، قبل شهرين، فوجئ بمغربيين يلاحقانه خارج المغرب، وبأحد الأمريكيين المقيمين بالسودان يطلب منه، كوسيط، التنازل عن الشكوى التي قدمها إلى أمن فاس ضد الأشخاص المجهولين الذين يترصدون خطواته، مقابل تسهيل مهمته والحصول على رخصة الإقامة في المغرب، ما عزز لديه، حسب تصريحاته، قناعة بأن أولئك الأشخاص ينتمون إلى سلك الأمن والاستعلامات وليسوا أشخاصا عاديين.