كان عبد الإله بنكيران نجم المعرض الدولي للكتاب وصانع الحدث، فعلى «إيقاع سيوف» الحرس الملكي الذي أدى له التحية افتتح رئيس الحكومة فعاليات الدورة العشرين لمعرض الكتاب، وبدا بنكيران مسرورا بهذا الاستقبال الرسمي الذي خصص له، وأثناء تحيته لمستقبليه أمام القاعة الشرفية للمعرض لم تخل أحاديثه من «قفشات» كانت تنزع الابتسامات تلو الأخرى من المستقبلين والصحافيين. وعلى غير العادة، اختار رئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية، الذي كان يقيم الدنيا ولا يقعدها حينما كان في المعارضة، «قلْب» لسانه والتحدث بالفرنسية في حضرة ضيوف شرف المعرض الدولي للكتاب، دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا. ولم ينس رئيس الحكومة، وقبل إلقاء كلمته، أن يحكي قصة وصوله إلى المعرض، إذ قال إنه كان مقررا أن يحضر لقاء مع رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة، الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب، إلا أن صاحب الجلالة، يضيف بنكيران، حرره من هذه المهمة وطلب منه الذهاب إلى الإخوة الأفارقة. وقال إنه اختار التحدث باللغة الفرنسية حتى لا يكون هناك وسيط بينه وبين الإخوة الأفارقة، معتبرا أن كل المغاربة يفهمون هذه اللغة. وقد علق من حضر الافتتاح على ذلك بأنه تحول فكري عند قيادات «البيجيدي» وتكيف مع مواقع المسؤولية في الدولة. وخلال كلمة الافتتاح المرتجلة، لم يفوت بنكيران الفرصة لبعث «الميساجات» السياسية، مؤكدا أنه مع «جلالة الملك» الذي يؤكد على العمق الإفريقي، وأن حضوره الافتتاح ما هو إلا تجسيد لعمق العلاقات القوية مع دول إفريقيا، التي تتجسد ليس فقط على المستوى الاقتصادي وإنما على مستوى المشاعر والحس الوجداني. وأضاف أن هذه العلاقات قائمة منذ قرون عدة وليست وليدة اليوم، ولذلك طلب من هذه الدول، التي حضر سفراؤها الافتتاح ألا يكونوا فقط إخوانا للمغرب وإنما آباء له، في إشارة إلى الالتفاتة الملكية بمنح المهاجرين الأفارقة الجنسية المغربية. ومن جهة أخرى، ألح عبد الإله بنكيران على أهمية القراءة، وقال: إننا من أمة «اقرأ»، ولذلك علينا أن نقرأ ونقرأ باستمرار، ونختار الأحسن ولا شيء يمكن أن يمنعنا من القراءة»، وأشار إلى أن كل ما يعانيه المجتمع من مشاكل كالإرهاب والإجرام أساسه ثقافي، ولذلك دعا إلى الاهتمام بالثقافة والمثقفين، مؤكدا أنه سيعمل على دعم مطلب زيادة ميزانية وزارة الثقافة حتى تصل إلى ضعف ما هي عليه اليوم. وخلال كلمته هاته، أشار بنكيران إلى تجربته الخاصة كبائع كتب، حيث كانت له تجربة في مجال نشر الكتب من خلال دار نشر صغيرة مع أحد الشركاء من اليسار ولم يخف أيضا اشتغاله بمهن أخرى. وعرف الافتتاح إلقاء كلمة ضيف الشرف، التي أكدت، بدورها، على عمق أواصر العلاقات مع المغرب، كما عرفت إلقاء كلمتي وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي ومندوب المعرض حسن الوزاني اللذين تحدثا عن الإضافة التي سيقدمها ضيف الشرف وجديد الدورة العشرين. كما شهد الافتتاح توزيع جائزة المغرب للكتاب على الفائزين في أصنافها المختلفة من شعر ورواية ودراسات...