تحولت فرحة أسرة من القصر الكبير بإنجاب أربعة توائم إلى تراجيدية حقيقية، كان الفاعل الأساسي فيها الإهمال الذي تعرض له المواليد الأربعة في مستشفيات القصر الكبيروالعرائشوتطوان، قبل أن يفارقوا الحياة، ويبقى الأب تائها بين 3 مدن، سعيا وراء جثث أبنائه. وكانت أم التوائم، حنان قريطس، قد أحست بألم المخاض يوم السبت الماضي، فاتجهت إلى مستشفى القصر الكبير، حيث وضعت 4 توائم، ذكران وابنتان، وكان التوائم الأربعة غير مكتملي النمو عند إنجابهم، مما استدعى توفير عناية خاصة لهم، لكن عجز مستشفى القصر الكبير عن ذلك اضطر الأب إلى ترك زوجته هناك والتوجه بالتوأمين الذكرين صوب مستشفى العرائش. ولم تسعف الأقدار الوليدين إلى غاية وصولهما إلى مستشفى العرائش، إذ توفيا داخل سيارة الإسعاف، الأمر الذي دفع الأب، أحمد الهيش، إلى اتهام مستشفى القصر الكبير، قائلا إن الطبيب المكلف رفض تحمل مسؤولية الوليدين اللذين كانا في وضع صحي حرج، مضيفا أن الطاقم الطبي بمستشفى العرائش أخبره أن المولودين توفيا نتيجة انخفاض كبير في درجة حرارتهما، وعدم توفير العناية اللازمة التي تتطلبها حالة المواليد الخدج. معاناة الأب ستستمر بعد اضطراره إلى نقل توأميه البنتين إلى تطوان لإنقاذ حياتهما، لكنهما فارقتا الحياة أول أمس الاثنين، لتنطلق معاناة من نوع آخر بعدما وجد الأب نفسه مضطرا إلى ملاحقة جثث المواليد الأربعة بين تطوانوالعرائش، بالإضافة إلى وجود زوجته بمستشفى القصر الكبير. وحسب الأب، فإن مستشفى تطوان رفض تسليمه جثتي الوليدين إلا بعد تسليم مبلغ 2800 درهم، وهو مبلغ تعجيزي بالنسبة إليه، نظرا لعوزه المادي، وفي المقابل رفضت إدارة مستشفى العرائش تسليم الجثتين إلى أسرة الأم، التي قال بعض أفرادها إن المستشفى طالبتهم بإحضار ترخيص من الشرطة، بالإضافة إلى معاملة الأسرة ب«شكل غير إنساني». ووجد الأب نفسه في أزمة حقيقية، فاقمتها حالته الاجتماعية الضعيفة، إذ لجأ إلى تصوير بعض الفيديوهات يناشد فيها وزير الصحة الحسين الوردي التدخل لتسليمه جثث توائمه الأربعة، وفتح تحقيق فيما أسماه «إهمال المؤسسات الصحية»، التي حملها المسؤولية المباشرة عن وفاة المواليد، كما دعا المحسنين والهيئات الحقوقية والجمعوية إلى مؤازرته في محنته.