حول الشهود المدانون في تفجيرات 16 ماي قاعة محكمة الاستئناف بالدار البيضاء خلال جلسة الجمعة الماضي، التي خصصت للاستماع إليهم، في إطار ملف إعادة محاكمة حسن الكتاني وأبي حفص، إلى حلبة لمحاكمة ضباط الشرطة القضائية وقاضي التحقيق الذي استمع إليهم خلال محاكمات صيف 2003 التي أعقبت تلك التفجيرات. كما أعادت الشهادة التي أدلى بها يوسف أوصالح ، القيادي بحزب العدالة والتنمية بسيدي الطيبي والمدان ب30 سنة سجنا، تسليط الضوء على الاتهامات التي وجهت لحزب العدالة والتنمية إبان تلك التفجيرات عندما صرخ بأعلى صوته « الأقوال المنسوبة إلي في المحاضر أخذت تحت الضغط ..ما عرفتش هادوك اللي كتبوها واش مغاربة.. وكنا معصوبي الأعين..وأنا أنتمي لحزب سياسي معروف واللي عندو شي حساب مع العدالة والتنمية أنا ماشي طريقهم..»، ولم يتوقف أوصالح عن الاسترسال في الكلام إلا حينما توجه إليه القاضي بقوله « ماتبقاش تخطب راك كتزعج المحكمة». سؤال رئيس الجلسة انصب بالأساس حول مدى معرفته بالكتاني وأبي حفص المدانين ب20 و30سنة على التوالي، حيث أجاب أوصالح بالنفي. لكن رئيس الجلسة سرعان ما باغته بتصريح سابق له بمحضر الضابطة القضائية وعند قاضي التحقيق يتحدث فيه عن زيارة قام بها لأبي حفص بفاس سنة 2002، أي قبل أحداث 16 ماي 2003 . علاقة أوصالح بزعيم تنظيم الصراط المستقيم زكريا الميلودي كانت هي الأخرى مثار تساؤل من قبل رئيس الجلسة، الذي استفسره أيضا ما إذا كان قد قدم له مبالغ مالية، فأجاب أن علاقته بزكرياء الميلودي، الذي توفي في السجن بعد أن أدين بالمؤبد على ذمة نفس الأحداث، علاقة تجارية محضة حيث باع له بقعة أرضية وأن سبب زيارته لمحل سكناه بسيدي مومن كان هو استخلاص مبلغ البقعة الأرضية الذي لم يؤده لحد الآن. وظل أوصالح، في كل مرة يردد فيها القاضي مقتطفات من محاضر الضابطة القضائية، يصرخ بأعلى صوته «هاذ الكلام كله زور وبهتان». ولم تخل جلسة الاستماع للشهود من طرائف، فعوض أن يردد عبد الهادي الزاوي المدان بالمؤبد، بقسم الشهادة قال «أقسم بالله العظيم حتى أنا مظلوم. راه ما عندي علاقة لا ب 16ولا ب17 ماي» ليوقفه القاضي» الملف ديالك راه أنتهى» ليستطرد الشاهد « صافي نبقاو في الحبس»..ولما سأله القاضي «هل تعرف أبا حفص والكتاني» قال إنه عرفهما عبر الجرائد وصارت أقواله على نفي كل ما نسب إليه في محاضر الشرطة بأنه بايع زكرياء الميلودي أميرا للصراط المستقيم وكان يحضر دروسا بمنزل احد أعضاء التنظيم بحي الدومة كان يؤطرها الفيزازي وأبو حفص والكتاني. من طرائف الجلسة أيضا أن بعض الشهود عوض أن يرفعوا أيديهم اليمنى لأداء القسم كانوا يكتفون برفع السبابة، مما حذا بممثل سلطة الاتهام إلى تسجيل ملتمس يعترض فيه على صحة أداء الشهادة ويتم تسجيل تلك الملاحظة في محضر الجلسة من قبل كاتب الضبط. الشهود التبس عليهم بحسب رئيس الجلسة، الوضع بين حضورهم الجلسة كشهود أو كمتهمين وكان في كل مرة يقف فيها أحدهم بين يديه يذكره بعبارة «المحكمة غادي تسمع ليك كشاهد وكتذكرك أن شهادة الزور تعد من الكبائر ويعاقب عليها في الدنيا والآخرة». ورغم ذلك حول الشهود المدانون الجلسة إلى محاكمة منجزي محاضر محاكمات صيف 2003. الشاهد حمدي عبد الحق المدان ب20سنة سجنا ظلما وعدوانا، حسب تعبيره فجر أكثر من مفاجأة، وأكد أن تصريحاته المنسوبة إليه عند الضابطة القضائية «كلها كذب وتلفيق ولا علاقة لها بالواقع».أما تصريحاته عند القاضي التحقيق فقد قال عنها انه هدده بإرجاعه إلى «الحفرة» إن لم يقل ما ورد في محاضر الشرطة.