بشكل سريع تتالت الأحداث داخل الرجاء البيضاوي لكرة القدم، بل إن هذه الأحداث كشفت أن هناك ارتباكا على مستوى التسيير داخل الفريق. عشية يوم الجمعة أصدر رئيس الرجاء محمد بودريقة، حتى لا نقول المكتب المسير بلاغا اعتبر من خلاله أن ما تم الحديث عنه بخصوص وضعية بصير، مجرد إشاعات مغرضة، وأن بصير يواصل مهامه بشكل عادي داخل الفريق «الأخضر»، لكن لم تكد تمض خمس ساعات حتى أصدر محمد بودريقة رئيس الرجاء بلاغا ثانيا دون علم الناطق الرسمي للفريق سمير شوقي، أشار فيه إلى أنه اتخذ قرارا يقضي بتجميد عضوية بصير في المكتب المسير، وهو ما رد عليه بصير في اليوم الموالي بتقديم استقالته. وإذا كان من حق رئيس الرجاء بودريقة أن يتخذ القرارات التي يرى أنها ملائمة بالنسبة لفريقه، فإن من حق المتتبعين ومن حق جمهور الرجاء، ومن حق بصير أيضا أن يعرف الأسباب التي دفعت بودريقة إلى اتخاذ مثل هذا القرار، بل وإلى إصدار بلاغين متناقضين في ظرف زمني لم يتجاوز الخمس ساعات، علما أن بودريقة أنهى يوم الجمعة الطويل ببلاغ ثالث قسم اللجنة التقنية، إذ أصبح مصطفى دهنان رئيس اللجنة التنظيمية مسؤولا عن الفريق الأول، وعبد الإله قاموس مسؤولا عن لجنة متابعة الشباب والمدرسة، بينما زعم البيان أن الأمور التقنية ستبقى موكلة للمشرف العام للنادي حسن حرمة الله، علما أن الأخير لم تكن له أي علاقة بالفريق الأول، وهو ما يجب أن يدفعه لتوضيح موقفه، وإذا ما كان سيكون مسؤولا فعليا عن اللجنة التقنية والفريق الأول، أم أنه تم استخدام اسمه فقط، أو أن الهدف هو أن يضع رشيد البوصيري رجل الظل في الفريق، والمستشار الخاص للرئيس يده على الأمور التقنية داخل الفريق الأول، وما يرافقها من انتدابات وما إلى ذلك، خصوصا أن هناك تضاربا في وجهات النظر وقع بينه وبين بصير، لاحت معالمه منذ مدة، قبل أن تخرج الوقائع إلى العلن. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بحدة، هو هل كان ضروريا أن يقع رئيس الرجاء في هذه التناقضات، ولماذا لم يكشف بشكل رسمي عن الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ قرار تجميد عضوية بصير، وألم يكذب بودريقة نفسه، وهو ينشر في الموقع الرسمي بلاغين متناقضين، ولماذا لم يخبر الناطق الرسمي بالموضوع، وهل يفرض هذا الأمر كل هذه السرية، وكل هذه الحرب الطاحنة التي تجري في الكواليس، وألم يكن من الممكن بعد أن اشتد الخلاف بين البوصيري وبصير، أن يتخذ بودريقة قراره بكل هدوء، ويقول لبصير:» إنني مدين للبوصيري، فهو الذي مهد لي الطريق، وهو الذي جمع لي المنخرطين، وهو رجل ثقتي ولا يمكن أن أتخلى عنه، لأن بفضله أنا رئيس للرجاء، ولذلك، رجاء غادر في هدوء، واترك البوصيري يفعل ما يحلو له في الرجاء، وفي انتدابات الفريق». ألم يكن ممكنا أن يقدم بودريقة على هذه الخطوة، بدل استعمال الملك، في قضية تافهة. هناك خلل ما في طريقة تدبير الرجاء، وبلا شك، فإن بصمات البوصيري واضحة، فهو يقسم على الإطاحة بهذا وذاك، ويعطي نصائحه للرئيس، ويمضي بالأمور في الاتجاه الخطأ، لذلك، على بودريقة أن ينصت لصوت ضميره، ولصوت مصلحة فريقه، وإذا كان البوصيري يريد اللجنة التقنية، فعليه أن يخرج إلى العلن بدل أن يبقى في الظل.