استقبل مدير سجن تولال بمكناس المعتقلين الجزائريين الثلاثة بالحليب بعد ترحيلهم ليل أول أمس من سجن الزاكي بسلا، طالبا منهم فك إضرابهم عن الطعام الذي كانوا يخوضونه منذ يوم 27 من شهر فبراير الماضي، حسب ما أكده مصدر مطلع. وتوقف الجزائريون، وهم محمد بورويس وخالد العيداوي والسجعي الواسيني، عن إضرابهم الذي كانوا يخوضونه احتجاجا على ترحيلهم من سجن سيدي سعيد بمكناس إلى سجن سلا. وأفاد المصدر ذاته بأن حوارا جرى أول أمس بين المعتقلين الثلاثة ولجنة من إدارة السجن حول أسباب إضرابهم وحيثيات ترحيلهم من سجن سيدي سعيد بمكناس، وأكد هؤلاء براءتهم مما نسب إليهم من ترويج المخدرات وأن السبب الرئيسي لترحيلهم هو تصديهم لظاهرة انتشار المخدرات والقرقوبي بالسجن. وعلمت «المساء» بأن لجنة من المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج قامت بزيارة سجن سيدي سعيد ثلاث مرات مؤخرا من أجل الوقوف على حقيقة الوضع بالسجن واستمعت إلى سجناء حول سلوك المعتقلين الجزائريين. وخلف قرار ترحيل بورويس والواسيني والعيداوي إلى سجن تولال ارتياحا في صفوف أسرهم، إذ قالت قريبة أحد المعتقلين ل«المساء» «إن ترحيلهم إلى سجن تولال بمكناس هو خطوة لرد الاعتبار إليهم وتبرئتهم مما نسب إليهم من خرق لمقتضيات القانون، واعتذار بطريقة غير مباشرة عما لحقهم من أذى». واتهم المعتقلون إدارة سجن سيدي سعيد وإدارة سلا بإهانتهم عبر السب والشتم والضرب ولم ترد أي توضيحات من الإدارتين باستثناء بلاغ المندوبية العامة لإدارة السجون الذي أكد أن أي ترحيل يخضع للمقتضيات القانونية. يشار إلى أن المعتقلين الجزائريين الثلاثة يقضون عقوبة سجنية مدتها 14 سنة، بعد محاكمتهم سنة 1996 ضمن (مجموعة المحاكمة العسكرية 96)، ووجهت إليهم حينها تهم استيراد وحيازة أسلحة نارية وذخيرة ومواد متفجرة ونقلها.