خرج المئات من تلاميذ مدينة إمزورن، أول أمس الثلاثاء، في مسيرة غاضبة نحو بني بوعياش، تضامنا مع زميلتهم فاطمة أزهريو، التي توفيت متأثرة من إصابتها بمرض سرطان الدم، وهو الحادث الذي دفع وزير الصحة حسين الوردي إلى إعفاء المندوب الإقليمي للصحة بالحسيمة، حيث شهدت المسيرة التي قطعت مسافة ال12 كلم استنفارا أمنيا تحسبا لأي انفلات. وذكر التنسيق الإقليمي للحركة التلاميذية بالحسيمة أنه تم تنفيذ المسيرة بشكل صامت انطلاقا من إمزورن ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، متجهة إلي منزل ضحية الإهمال الطبي فاطمة أزهريو المتواجد ببني بوعياش، «تعبيرا عن التضامن المبدئي واللامشروط مع ضحية الإهمال الطبي». ونظم التلاميذ المتظاهرون حلقية أمام منزل الضحية فاطمة أزهريو، أجمعوا فيها على أن «فاطمة هي ضحية من ضحايا الإهمال الطبي في مستشفي محمد الخامس، بسبب الإهمال الذي عانته داخل هذه المستشفي». وتشبث التلاميذ المتضامنون مع زميلتهم بمحاكمة كل المتورطين فيما يعتبرونه الإهمال الذي طالها عند نزولها في مستشفى محمد الخامس بالحسيمة، مما تسبب في وفاتها، ومؤكدين أن القرار الذي اتخذه وزير الصحة الحسين الوردي بإعفاء المندوب الإقليمي للصحة لن يسكتهم، معتبرين أن الأخير ليس إلا «كبش فداء». وفي المقابل كشف مصدر طبي مسؤول بإقليم الحسيمة ل»المساء» عن حقيقة إعفاء المندوب الإقليمي للصحة بالحسيمة، إذ سجل أن واقعة وفاة الطفلة فاطمة ليست إلا النقطة التي أفاضت الكأس، لأن القرار جاء عقب اختلالات في التسيير والتدبير، مما دفع الوزير إلى إعفائه من مهامه. وأوضح مصدرنا أن من بين الوقائع لخطيرة التي يمكن الإشارة إليها هو ما وقع أخيرا في مركز تحاقن الدم، حيث لم يكن بالإمكان إخضاع المتبرعين للفحص من طرف الطبيب المختص لعدم وجوده، فكانت الطفلة فاطمة تستفيد من مخزون الدم المتوفر. وفيما يخص التحقيق الذي أمر به وزير الصحة، أكد المصدر ذاته أن سبب الوفاة كان نتيجة حالة وبائية ألمت بالمريضة، وتسببت لها في موت مفاجئ