عاشت الخطوط السككية، ليلة الأحد، حالة استنفار غير مسبوقة بسبب شلل شبه تام تسبب في توقف حركة القطارات لما يقارب الساعتين، بسبب انقطاع التيار الكهربائي على مستوى الخطوط السككية الرابط بين القنيطرةوسلا. وعاينت «المساء» حالات اختناق في صفوف بعض النساء والأطفال على متن قطار قادم من مدينة مراكش، حيث اضطر مسؤولو محطة القطار سلاالمدينة إلى استدعاء سيارة الإسعاف لنقل سيدة أصيبت بحالة إغماء عميقة، بسبب الاكتظاظ الكبير الذي كان يعرفه القطار. وقاد عدد من المسافرين احتجاجات قوية ضد مسؤولي المكتب الوطني للسكك الحديدة، الذين لم يكلفوا نفسهم عناء توضيح أسباب التأخر الكبير للقطار، إذ صرخ مواطنون بعبارات:»اللهم هذا منكر»، فيما بدأ بعض الأطفال والنساء يذرفون الدموع بعد تأخرهم عن الوصول إلى منازلهم، وإهمالهم في ظروف جوية باردة. وبدأت معاناة المسافرين بتأخر أولي دام لأكثر من ساعة في الرحلة الرابطة بين مراكش والرباط، التي وصلها في حوالي الساعة الخامسة وأربعين دقيقة، غير أنه سيعاود التوقف من جديد في نقطة مهجورة فوق قنطرة وادي أبي رقراق، مما تسبب في حالة من الذعر لدى المواطنين مخافة تعرضهم لاعتداء، وسط غياب تام لمسؤولي المكتب الوطني للسكك الحديدية. وبعد حوالي ساعة من التوقف على مستوى القنطرة، سينطلق القطار من جديد ليتوقف وبشكل نهائي عن السير في محطة سلاالمدينة، حيث انتظر المسافرون لأكثر من نصف ساعة، قبل أن يطلب منهم عناصر الأمن الخاص النزول والتوجه نحو الخط السككي المتجه نحو مراكش، والذي سيتم استعماله استثناء بسبب توقف الحركة على مستوى الخط المتجه نحو فاس. ورغم الغضب الكبير الذي انتاب زبناء قطارات الخليع، نفذ جميع المسافرين مطلب مسؤولي محطة القطار، غير أنهم سيفاجأون بتأخر القطار مرة أخرى، ووصوله مملوءا عن آخر، في مشهد هدد معه عدد من المسافرين باحتلال الخط السككي ومنع القطار من التحرك في حال عدم توفير المسؤولين لقطار إضافي، بعدما فشلوا في تكديس جميع الركاب في قطار واحد. وتحول المشهد بمحطة القطار سلاالمدينة إلى فوضى عارمة فقد معها بعض المسافرين أمتعتهم، فيما تاهت سيدة مسنة عن مرافقتها أمام العدد الكبير للمسافرين. أما بعض السائحات الأمريكيات فلم يجدن من الكلمات ما يصفن به المشهد، غير المألوف، إلا عبارة: «هذا فظيع». ومن جهتها أوضحت إدارة ربيع لخليع أن الحادث تسبب في إلغاء عدد من القطارات المبرمجة وتأخر أخرى، فيما تمكنت الفرق التقنية للمكتب من إعادة الحركة على مستوى الخطوط السككية على حالتها الطبيعية في حوالي الساعة الثامنة وأربعون دقيقة من مساء الأحد، حيث عبرت في البلاغ الذي توصلت «المساء» بنسخة منه عن تنديدها بهذا العمل غير المسؤول.