فلسطينية الانتماء بهوية مغربية، تعشق ريهام الهور فن الكاريكاتور منذ طفولتها، وتعالج رسوماتها قضايا المرأة المغربية والفلسطينية، وشاركت في العديد من المسابقات الدولية والوطنية. تعد ريهام من الأسماء المتميزة في مجال الكاريكاتير على مستوى المغرب والوطن العربي. - إذا عدنا بك إلى سنوات الطفولة، هل مارست شغبك الطفولي كغيرك من الفنانين؟ < عندما كنت طفلة كنت أرسم على جدران وأبواب منازل الجيران في الحي، وطالما أنبتني والدتي لشقاوتي لأنني خلقت مشاكل معهم..في المدرسة، بدأت أرسم الأساتذة الذين يعاقبون التلاميذ فوق الطاولات الخشبية..ذات يوم ضبطني أستاذ منهمكة في الرسم، وعندما سألني عما أفعل، أخبره زملائي أنني أرسمه، ليرد علي قائلا:”على الأقل ارسميني على ورقة لأحتفظ بها لدي عوض خشب الطاولة”. - كيف كانت بدايتك مع الكاريكاتير؟ < بدايتي كانت بحصولي سنة 2000 على جائزة اليونيسكو الخاصة بحماية التراث الثقافي بالرباط. بعدها بسنتين شاركت في مسابقة بمدينة الشاون نجحت من خلالها في الفوز بالجائزة الثانية في موضوع الكاريكاتور وحرية التعبير.. تعددت مشاركاتي في العديد من الفعاليات الوطنية والدولية، توجت بالجائزة الأولى في مهرجان إسباني، لأجد نفسي عندها أنتقل بشكل تدريجي من الهواية إلى الاحتراف ابتداء من سنة 2003 بعد حصولي على عرض للعمل مع جريدة الأيام، لأنتقل بعدها للعمل مع مجلة سيتادين التي طورت فيها موهبتي أكثر. الكاريكاتور فن قوي ودوره خطير داخل المجتمعات - هل لديك مواضيع معينة تفضلين التطرق إليها في رسوماتك؟ < أحاول أن ألامس بالحس الساخر مواضيع المرأة. بعد زيارتي للعديد من الجمعيات النسائية، أثار انتباهي موضوع الأمهات العازبات، قمت بصياغتها ومعالجتها في جملة من الرسومات. قررت بعدها التوسع أكثر في المشاكل التي تواجه المرأة، خاصة العنف الممارس ضدها، مآسي الطلاق..لم يتوقف اهتمامي عند هذا الحد، بل أتابع عن كثب قضايا الشرق الأوسط. - هل استفدت من النشر الإلكتروني قبل احتراف الممارسة؟ < أجل، لقد استفدت منه كثيرا ونشرت أولى رسوماتي بموقع سوريا كرتون، وتعاونت مع مخرجه الفني رائد خليل الذي كلفني لأكون مراسلة الموقع في المغرب، وبدأت أرسل آخر الأعمال والإصدارات الكاريكاتورية وأعمال الكتاب المغاربة وأجريت حوارات مع كاريكاتوريين مغاربة للتعرف على مساراتهم الفنية. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل خلقت صداقات مع فنانات كاريكاتوريات عربيات أبرزهن أمية جحا، ونعتزم الآن إطلاق موقع إلكتروني اسمه”هن” ليكون أول موقع كاريكاتوري نسوي تشرف عليه الفنانة المصرية رشا مهدي، لذا كان انتقالي إلى المجال الورقي سهلا وفي المتناول. - كفلسطينية، تظهر تيمة المرأة في معالجتك للقضية الفلسطينية، كيف ذلك؟ < والدتي مغربية بينما ينحدر والدي رحمه الله من مدينة غزة، هذا الانتماء جعلني أهتم بقضية فلسطين وحق العودة للاجئين ومأساة سكان غزة. وجدت في الكاريكاتور رسالة لإيصال الصوت الفلسطيني للعالم وفضح ما تقوم به إسرائيل من جرائم، وإسماع صوت الطفل الفلسطيني وحقه في العيش والمدرسة كغيره من أطفال العالم...عندما أحمل ريشتي، تكون بداخلي فكرة قد يعجز أي كاتب مقال عن التعبير عنها، لذا أومن دائما بأن المرأة الفلسطينية قوية وحاضرة بنضالاتها، وهي أم الشهيد والجريح. رسوماتي ليست سوى مرآة للمقاومة أحرص من خلالها على إبراز حضور المرأة الفلسطينية إلى جانب الرجل انتصارا للقضية العادلة لبلدي.. - كيف ساهمت هويتك الفلسطينية المغربية في تشكيل بصمتك كفنانة كاريكاتور؟ < عندما فزت بجائزة اليونسكو كأفضل ملصق فلسطيني، توفرت لدي مرجعية من أجل الغوص في هذا الفن التعبيري الساخر وصقل موهبتي أكثر. ثنائية الانتماء جعلتني أعمل دون أن أحس بها لأن العمل الإبداعي كان همي الأول، وهو ما جعلني أتابع أعمال فنانين فلسطينيين مثل ناجي العلي ومحمود كحيل، ونسجت بالمقابل صداقات مع العديد من الفنانين المغاربة وتعرفت على العربي الصبان، عمدة الكاريكاتوريين المغاربة، وتأثرت بأسلوبه ومنهجيته في الاشتغال. - هل تتذكرين رسما كاريكاتوريا قمت برسمه وظل راسخا في ذاكرتك؟ < لن أنسى أبدا لوحة كاريكاتورية متسلسلة لحكاية أم عازبة تعمل بالبيوت، تعرضت للتحرش والاغتصاب لتتخلى عن جنينها بعد معاناة مع الإجهاض وترميه في سلة القمامة، عندها يسألها ابنها رمزيا عن ذنبه في أن يقاسي مثلها..المجتمع المغربي لا يفضح مثل هذه القضايا والمرأة المغربية مازالت ضحية خطوط حمراء وهي من تدفع الثمن في النهاية.