ينظم فضاء تافوكت للإبداع في مدينة الدارالبيضاء من الثامن إلى الخامس عشر من ماي القادم المهرجان الاحترافي الثالث للمسرح الأمازيغي بمشاركة فرق مسرحية من المغرب ومن دول عربية وأجنبية. ويأتي هذا المهرجان بحسب منظميه في سياق الرفع من السوية المسرحية الأمازيغية التي عرفت ديناميكية ملفتة في السنتين الأخيرتين. قال خالد بويشو صاحب فكرة المهرجان الاحترافي للمسرح الأمازيغي في تصريح ل«المساء» إن تنظيم هذه الدورة الجديدة يأتي في سياق التعريف بأهمية المنجز الفني للمسرح الأمازيغي قياسا إلى المسرح العربي. وأضاف: «تعتبر هذه المبادرة التي دأب فضاء تافوكت للإبداع على تنظيمها بمدينة الدر البيضاء سنويا بشراكة وطيدة ومتواصلة مع مجلس مدينة الدارالبيضاء ومؤسسة أغلال للإنتاج ومؤسسة تمازغا فيزيون للإنتاج الفني والعديد من الشركاء، لبنة جديدة للدفع بعجلة الإبداع المسرحي الأمازيغي الذي يتوفر على مقومات أدبية وفنية مهمة لا ينقصها سوى البيئة المناسبة لكي يتطلع لآفاق فنية ومهنية مهمة. إضافة إلى ذلك فإن فضاء تافوكت للإبداع يروم من خلال عقد مثل هذه التظاهرة بالدارالبيضاء إلى جمع الفرق المسرحية الأمازيغية المغربية في موعد يشكل محطة مهمة تساهم بفعالية في ترسيخ التواصل بين كل مناطق المغرب، كما أنها تسير على درب تكريس التأسيس لمسرح أمازيغي ينشد لنفسه الوصول بالعمل المسرحي الأمازيغي عموما إلى مستويات احترافية بخصوصياته الفنية والجمالية وتقاليده في تقديم الفرجة الدرامية». واعتبر بويشو أن تنظيم المهرجان في الدارالبيضاء يشكل فرصة للعديد من الفرق المسرحية لكي تنفتح على بعضها البعض ومن ثم خلق نوع من التقارب الفني والإبداعي بين مختلف هذه الفرق، وكذلك من أجل تبادل الخبرات والاستفادة من بعضها البعض في هذا المجال وكذا إفادة الفرق الأمازيغية من خلال التعبير عن ذاتها في أشكال تعبيرية وأدبية تستمد مجموعة من مواضيعها من التراث المغربي الغني. هذا المسرح الذي ينطلق من العمق الثقافي ليطرح مجموعة من القضايا التي تتعلق بالخصوصية والهوية واللغة والكتابة والأرض، مستعينا في ذلك بمجموعة من الأشكال والتعابير والآليات الفنية كالموسيقى والرقص والغناء والحكاية والشعر والمثل وغيرها كثير مما تزخر به الثقافة الأمازيغية بالمغرب». وعدد ميزة هذه الدورة في كونها تختلف عن سابقتيها، «إذ إننا حاولنا خلال هذه الدورة الثالثة المنظمة تحت شعار-المسرح، إبداع وتواصل- والتي ستمتد من ثامن إلى خامس عشر ماي القادم فتح الباب أمام فرق مسرحية محترفة من مجموعة من الدول العربية والغربية. وهي خطوة تزكي التوجه العام للتظاهرة منذ أولى تصاميمها والتي تهدف إلى إعطاء إشعاع أكبر للمسرح الأمازيغي من خلال الاحتكاك بالخبرات المسرحية العربية والدولية بعيدا عن التقوقع أوالانكماش على الذات. إذن هذا هو سعينا من أجل تحقيق الفكرة والفلسفة العامة للتظاهرة والتي عنوانها منذ البدء إعطاء بعد كوني للإبداع الفني والثقافي الأمازيغي، وفي ذلك تجسيد لقيم التعدد الثقافي في إطار الوحدة الوطنية وبالتالي الانفتاح وقبول التعدد وترسيخ التنوع الثقافي المحمود بين الشعوب». الخير والشر يتصارعان لا تخرج تيمة العروض المقدمة سواء في المسابقة الرسمية أو عروض خارج المسابقة عن تيمتي الخير والشر.. وهما تيمتان تتكرران في كل النصوص المسرحية في جميع بقاع الأرض، لكن ميزة عروض المهرجان المسرحي الأمازيغي هي تلبسها بخصوصيات محلية واضحة، وبلهجية لا يعلى عليها. من عروض المسابقة الرسمية مسرحية * تواريت ن رقية (حلم رقية) تأليف وإخراج عبد الله أوزاد، سينوغرافيا الخالدي محمد تشخيص: خالد زيسلي وإدريس تامونت وجيهان لمراني وإبراهيم بن الشيخ ومحمد كرموس، وتتحدث المسرحية عن رقية التي تحصل على شهادة تخول لها الاشتغال بمستشفى ذوي العاهات الذهنية، فتنسلخ من جلدها وتدخلها هموم الآخرين. كما تقدم فرقة تاكفاريناس للمسرح الأمازيغي - الدشيرة أكادير مسرحية أمسلي ن ايفسي (المس الصامت) تأليف * محمد الكراني وتحكي قصة شخص غادر بلدته صغيرا ليرجع إليها وقد نخرتها دودة المصالح الشخصية والنزاعات الأبدية. وتقدم فرقة أجاج للمسرح - الناضور مسرحية: تشموعت (الشمعة) وهي من تأليف وإخراج: عبد الواحد الزوكي وتشموعت هي لحظة تأمل في ماض من جهة ولحظة يأس وحسرة لولادة غير طبيعية. لحظة أريد لها أن تمر بسرعة في هامش أن تنطفئ الشمعة. وتقدم فرقة دراماتيك للإبداع الفني - تيزنيت مسرحية: أومليل داوسان (أبيض وأسود) من تأليف وإخراج جمال تاعمرت وهي مسرحية تدور في قالب ميلودرامي عن صراع الأبيض والأسود في شتى مجالات الحياة. هو صراع الطرفين للفوز بالمرأة التي بدورها تستغل الموقف لاستفزاز مشاعرهما. ومن بين الأعمال المسرحية التي ستعرض خارج المسابقة الرسمية، مسرحية «تيلاس» لفرقة مسرح تافوكت بالبيضاء، وهي من تأليف أبو علي مبارك علي وإخراج خالد بويشو وسينوغرافيا أحمد حمود وتشخيص كل من محمد ابن سعود – محمد أشاوي – نجاة سوس – محمد أبو العموم – محمد الهوز– أبو علي عبد العالي – أروهان فاطمة الزهراء– خديجة أومزان – عبد الله أصوفي و«تيلاس» مسرحية تراجيكوميدية تدور أحداثها في إحدى البوادي المغربية، حيث تشاء الصدف أن تتوفر القرية على ضريح مجهول الهوية لا يعلم كنهه إلا شخصان اثنان. كما تعرض الفرقة المصرية «جماعة تمرد للفنون «مسرحية» كلام في سري، وهي من تأليف: عز درويش وإخراج * ريهام عبد الرازق، وتحكي المسرحية عن معاناة المرأة الشرقية داخل مجتمعها. كما يبوح النص من خلال ثلاث فتيات عما يدور بصدورهم من مشاكل الأم ومعاناة سواء على المستوى الاجتماعي أو الديني أو الجنسي. بالإضافة إلى فرقة المدى المسرحية من بغداد التي ستقدم مسرحية «عودة غائب» من تأليف* علي حسيني وسينوغرافيا وإخراج حيدر منعثر ويتناول العمل الأيام الأخيرة من حياة الروائي الراحل غائب طعمة فرمان وهو يتذكر على فراش المرض شخوص أعماله ويتذكر بغداد التي لم تفارقه صورها. المسرحية مزيج من خيال وواقعية.