في ظرف أقل من سبعة أشهر، بعد وفاة السجين بوشتى البودالي، نتيجة “التعذيب” بسجن عين قادوس بفاس، لفظ سجين آخر أنفاسه، ليلة السبت الماضي، لكن هذه المرة في سجن تازة، وذلك بسبب إهمال الموظفين له بعدما تدهورت صحته، وهو يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام. عائلة محمد السلاسي التي دفنت ابنها مساء الإثنين الماضي، طالبت بفتح تحقيق في الملف، موردة بأن ابنها اعتقل بتاريخ 9 نونبر الماضي بتهمة التغرير بفتاة قاصر واغتصابها، قبل أن يتوفى نتيجة إضراب مفتوح عن الطعام بدأه منذ نهاية نونبر الماضي للمطالبة بتحسين ظروف إقامته بالسجن المحلي بتازة. مشهد درامي هو الذي عاشه سجناء هذه المؤسسة في تلك الليلة وهم يتابعون “مأساة” اللحظات الأخيرة لوفاة هذا المعتقل. المصادر تشير إلى أن عددا من هؤلاء السجناء ظلوا يطرقون الأبواب ويستنجدون بأعلى صوتهم، على بعض الموظفين للتدخل، لكن دون فائدة. دخل السلاسي في غيبوبة، واستمر الوضع لساعات إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة. فيما نقل بعض السجناء رد أحد الموظفين عن صرخاتهم بأن دعاهم إلى ترك السلاسي لحال سبيله لأنه في “مسرحية”. وتنفي العائلة تهمة الاغتصاب الموجهة إليه من قبل رجال الأمن. وتورد أن هذا السجين، الذي كان يعمل كحارس لعمارة في طور البناء بتازة، مصاب بعجز جنسي منذ حوالي 20 سنة. وبالرغم من أنه كان يطالب بإجراء خبرة طبية عليه، فإن الجهات المسؤولة لم تستجب له.