احتج العشرات من أطر التدريس العاملة بإعدادية 20 غشت بالقنيطرة، على تردي الأوضاع الأمنية في محيط مؤسستهم التعليمية، في أول خطوة احتجاجية تعرفها المدينة بعد تنصيب عبد الله محسون على رأس ولاية أمن القنيطرة. وطالب المحتجون الوالي الجديد بتوفير الأمن بالمنطقة، عبر تفعيل المذكرة الوزارية المشتركة بين وزارتي الداخلية والتربية الوطنية الخاصة بتوفير الأمن بمحيط المؤسسة التربوية، وتطهيرها من كافة الظواهر المشينة، عبر إعادة تفعيل الشرطة المدرسية وإخراجها إلى حيز الوجود من جديد. وشدد الأساتذة الغاضبون، خلال هذه الوقفة، على ضرورة الإسراع بإنشاء نقطة أمنية في المنطقة باعتبارها منطقة نائية وتتعرض في كثير من الأحيان لمشاكل وجرائم السرقة والاعتداء على المواطنين والسطو على ممتلكاتهم، رغم وجود ثكنة تابعة للقوات المساعدة في عين المكان. وتم تنظيم وقفة أطر إعدادية 20 غشت، التي تحتضن ما يقارب 2000 تلميذ وتلميذة، بعد تعرض مؤسستهم، مساء الاثنين المنصرم، لأحداث مرعبة تسبب فيها مجموعة من المنحرفين، الذين اعتادوا التسكع أمام الإعدادية والتحرش بتلميذاتها، بعد اندلاع مشادات فيما بينهم، خلقت جوا من الخوف والترهيب لدى العديد من أولياء التلاميذ الذين كانوا ينتظرون، ساعتئذ، خروج أبنائهم من المؤسسة، لاسيما أن الليل شرع حينئذ في إرخاء سدوله. وفرض هؤلاء المنحرفون، ومن بينهم أصحاب السوابق، حصارا على المؤسسة، قبل أن يقدموا على التراشق فيما بينهم بالحجارة، وهو ما دفع أمهات وآباء التلاميذ إلى الهرب إلى داخل المؤسسة، ليظلوا محاصرين بها، رفقة العاملين بالإعدادية، إلى أن غادر المشبوهون إلى حال سبيلهم. وحسب مصدر موثوق، فإن الأساتذة أشعروا الدائرة الأمنية المختصة، إلا أن مسؤوليها الأمنيين اعتذروا عن الحضور إلى عين المكان لوجود سيارة الشرطة في حالة عطب، وهو المبرر الذي لم يستسغه المشتكون، خاصة وأن الأمر يتعلق بتهديد حقيقي لأمن المواطنين وسلامتهم. وعلمت "المساء" أن سلطات المدينة، أوفدت، صباح اليوم نفسه، لجنة إلى الإعدادية المذكورة، للاستماع لتظلمات المحتجين، ووعدت بالاستجابة لمطالبهم، وهو ما لمسه المحتجون خلال الفترة المسائية، بعدما تم إرسال سيارتين تابعتين للشرطة والحرس الترابي للقيام بحملات أمنية تمشيطية في محيط الإعدادية.