تعرض ناظر يعمل ثانوية «ابن سليمان الرسموكي» في تزنيت لاعتداء وُصِف ب«الشنيع» على أيدي مجهول تربَّص به لحظة خروجه من مقر عمله في الثانوية المذكورة. وأفادت المصادر أن المعتدي وجّه له ضربة قوية وغادرة بواسطة عمود خشبي في الرأس، أسقطه إثرها أرضا في حالة إغماء، قبل أن يلوذ بالفرار، فيما نُقِل الضحية إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي الحسن الأول لنلقي العلاجات الضرورية. واحتجاجا على الاعتداء الذي وقع في محيط المؤسسة، نظم أساتذة المؤسسة والأطر الإدارية العاملة فيها، وقفة احتجاجية ضد ما تعرض له زميلهم عبد الحميد واهيم، الناظر في نفس المؤسسة، عبّروا خلالها عن تضامنهم مع الضحية، مستنكرين، في الوقفة التي حضرها ممثلون عن النقابات التعليمية الخمس، ما تعرّض له زميلهم من اعتداء قالوا إنه «يهدد جميع أطر المؤسسة»، على اعتبار أن هذه الأخيرة تتواجد في منطقة معزولة عن المدينةّ ولا تتوفر على الإنارة المناسبة والكافية لتوضيح الرؤية. وأدان المتدخلون في الوقفة، التي دامت زهاء نصف ساعة، حادث الاعتداء، معتبرين أنه مُوجَّه ضد كل أفراد الأسرة التعليمية في المؤسسة، ومؤشرا خطيرا على تردّي الشروط الموضوعية التي يعمل فيها إداريو وأساتذة العاملون المؤسسة، خاصة أن ثانوية «ابن سليمان الرسموكي» تتواجد في منطقة جرداء وغير مأهولة وخالية من أي مظاهر التعمير، وهو ما يجعلها مرتعا للمتسكعين والمنحرفين من مختلف الأصناف والأعمار. وشدّد المحتجون على ضرورة إعادة تفعيل الدوريات الأمنية ومداومة رجال الأمن في محيط المؤسسة، مطالبين بتوفير كاميرات مراقبة في المنطقة وتفعيلها في الأوقات التي تُغلَق فيها الأبواب، كما طالبوا بتوفير أعمدة كهربائية في جنبات المؤسسة، لتفادي توظيفها مرتعا للمنحرفين، وشدّدوا على ضرورة تشديد إجراءات الحماية لمؤسستهم، التي تحتضن الثانوية التقنية وتتوفر على تجهيزات بملايين السنتيمات، مؤكدين على ضرورة فتح تحقيق للكشف عن ملابسات الحادث والجاني المتورط في الاعتداء. كما طالبوا بتفعيل المذكرة الموقعة سابقا بين كل من وزير التربية الوطنية ووزير الداخلية حول توفير الأمن في المؤسسات التعليمية وبتوجيه ملف مطلبي إلى الدوائر الأمنية والسلطات المعنية في المدينة والإقليم، للحيلولة دون تكرار حوادث أخرى مماثلة، وشدّدوا على ضرورة تزويد الهيآت المركزية لمديرية الأمن الإقليمي بما يكفي من الموارد البشرية المؤهَّلة لتغطية النقص الحاصل لديها في هذا الإطار، وعلى تطعيم الفرق الأمنية المكلفة بمراقبة محيط المؤسسات التعليمية بالمُعدّات والموارد اللازمة للقيام بعملها، كما طالبوا بالإسراع إلى احتواء الظواهر المشينة في محيط هذه المؤسسات الإعدادية والثانوية في المدينة، والتي تهدد سيرها واستقرارها التربوي. يُذكَر أن أستاذة للغة العربية، تعمل في الثانوية الإعدادية مولاي رشيد في مدينة تزنيت، تعرضت في السنة الماضية لاعتداء من طرف مخمور كان يرابط حينها في محيط المؤسسة ويتحرش بتلميذاتها، أصيبت إثره بالهلع والخوف وبكدمات قوية في رجليها، ولم تتمكن من الإفلات من ضربات المعتدي إلا بعدما تدخل العديد من التلاميذ المتواجدين بعين المكان وأرغموا المعتدي على الفرار.