طالب العاملون في المركز الصحي بحي السلام 2، وموظفو قطاع الصحة بمدينة سلا بتوفير الحماية للعاملين في قطاع الصحة عقب الاعتداء بالسلاح الأبيض الذي تعرضت له ثلاث ممرضات في المركز المذكور، أصبن على إثره إصابات متفاوتة الخطورة. ووجه العاملون الذين نظموا وقفة احتجاجية أول أمس الأربعاء أمام المركز احتجاجا على تردي الوضع الأمني، شكاية إلى عامل مدينة سلا يطالبون فيها بمتابعة الموضوع وتفعيل إجراءات تحميهم خلال أدائهم لمهنتهم. وتعود الحادثة حسب مصادر من داخل المركز الصحي إلى يوم الثلاثاء عندما اقتحم شاب يبلغ من العمر 26 سنة المركز قرابة الساعة الثالثة بعد الزوال، وهاجم رئيسة الممرضات موجها إليها ضربات عنيفة على مستوى الوجه واليد والرجل، بواسطة حديدة، ثم استل سكينا وطعن ممرضتين على مستوى الرأس والبطن ثم لاذ بالفرار، فيما سادت حالة من الهلع والخوف باقي طاقم المركز الصحي والمرضى، هذا واختبأ المعتدي في مخدع هاتفي بعد أن لاحقه عدد من المواطنين، قبل أن تتمكن الشرطة من اعتقاله، ونقلت إحدى الممرضات التي وصفت حالتها بالخطيرة إلى المستشفى العسكري بالرباط، فيما نقلت الأخريين إلى مستشفى مولاي عبد الله بسلا. وأفادت المصادر ذاتها أن المعتدي يقطن بدوار الدوم، ولا تظهر عليه آثار اختلال نفسي أو مرض عقلي، مضيفة أن الشرطة وجدت في جيب المعتدي ورقة تثبت زيارة سابقة له إلى المستشفى وقيامه بتحليلات تتعلق بإصابته بداء السكري، وتبين من خلال سجله العدلي وجود سوابق له في الضرب والجرح. وفي نفس السياق أكد المصدر ذاته أن حوادث الاعتداء وتهديد موظفي الصحة تتكرر باستمرار، وأن مثل هذا الاعتداء الشنيع هو ما يطفو إلى السطح، وكمثال على هذه الاعتداءات زيارة بعض الأشخاص المجهولين المستوصف حيث يطلبون من الطبيب تحرير وصفة طبية بأدوية محظورة وحبوب مهلوسة ومخدرة تحت تهديد السلاح، هذا وعلمت التجديد أن الممرضات اللواتي كن ضحية الاعتداء خرجن من المستشفى بعد أن استقرت حالتهن. وتعيد الواقعة إلى الأذهان وفاة عبد الله فجري في يوليوز 2008 وهو ممرض بمصلحة المستعجلات بمستشفى الرازي بسلا، إثر تعرضه لاعتداء من طرف أحد الوافدين على المستشفى بعد أن تلقى ضربات عنيفة في أماكن حساسة من جسده، ففارق الحياة متأثرا بجروحه.