حين يهاجم الجهاز المناعي الخاص بنا عدة أجهزة في أجسامنا، فذلك يعني الإصابة بمرض الذئبة الحمراء وهي مرض مناعي ذاتي ومزمن، يصيب النساء بنسب 70 % - 90 %، وهو مرض لم يعرف أسبابا محددة لإصابة الإنسان به، ولكن يعتقد أن أسباب المرض ترجع إلى عوامل منها خلل في الجهاز المناعي المصمم لحماية الجسم، لأجل معرفة المزيد عن المرض أفادتنا خديجة موسيار(اختصاصية في الطب الباطني ورئيسة الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية) بالمعلومات التالية: - ما تعريفك لمرض الذئبة الحمراء؟ الذئبة الحمراء، هي واحدة من العديد من اضطرابات الجهاز المناعي المعروفة باسم أمراض المناعة الذاتية، بحيث يتحول هجوم الجهاز المناعي ضد أجزاء الجسم المطلوب منه حمايتها، مما يؤدي إلى التهاب وتلف في أنسجة الجسم المختلفة. ويمكن لمرض الذئبة أن يؤثر على أجزاء كثيرة من الجسم، بما في ذلك المفاصل والجلد والكلي والقلب والرئتين والأوعية الدموية والدماغ، على الرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض قد يعانون من أعراض كثيرة مختلفة، إلا أن أكثرها شيوعا تشمل التعب الشديد، وألم المفاصل أو تورمها، والحمى غير المبررة، والطفح الجلدي، ومشاكل في الكلي. - ما الذي يميز مرض الذئبة الحمراء عن باقي أمراض المناعة الذاتية؟ من أهم خصائص الذئبة الحمراء ،(lupus) أنه يصيب النساء بنسبة تعادل تسع مرات الرجال، خاصة في المرحلة العمرية مابين سن العشرين والثلاثين أي أثناء فترة النشاط التناسلي. ومن أهم خصائصه كذلك: حساسية فائقة لأشعة الشمس، ويصيب المرض 0.5 إلى 1 من كل 1600 نسمة وبذلك يصل عدد المصابين بالمرض في المغرب إلى أكثر من 20 ألف حالة. وتبقى النساء الأكثر إصابة به بنسبة تفوق تسع مرات إصابة الرجال. - ماهي أعراض الذئبة الحمراء؟ من اهم أعراض الذئبة الحمراء: حساسية شديدة لأشعة الشمس، تخص 80٪ من المرضى، بحيث تظهر على شكل بقع جلدية حمراء كبيرة، تأخذ شكل فراشة تغطي الوجه والخدين وقصبة الأنف. ويمكن أن يطال هذا الطفح أماكن أخرى من الجسم وخاصة منها المعرضة لأشعة الشمس مثل: العنق والمنطقة العليا من الصدر والذراعيين. و تعود تسمية المرض إلى هاته العلامة حمراء اللون التي تظهر على وجه المريض و تشبه قناع الكرنفال. من الأعراض الشائعة أيضا للمرض والتي تخص ما يقارب 90٪ من المصابين، آلام في المفاصل، يكون من نوع التهابي بحيث تكون ذروته في الليل مع نقصان نسبي أثناء النهار مع فترة تيبس صباحي. ومن الممكن أن يكون تورم واحمرار للمفاصل، وأيضا يمكن أن يصيب الالتهاب جميع المفاصل وخاصة، المفاصل الصغيرة لليد ومن خصائصه أنه مبدئيا لا يخلف دمارا لها عكس الروماتيزم الرثياني. وتختلف أعراض المرض وحدته من شخص لآخر، بحيث يتطور بشكل دوري مع فترات سكون وفترات نوبات ويمكن أن تكون شديدة الخطورة يصاحبها ارتفاع في درجة حرارة الجسم، دونما وجود أي التهاب ميكروبي، مع نقص في الوزن وتعب شديد. ويتساقط الشعر بكثرة حين الإصابة بهذه النوبات، وقد يطال الضرر أيضا الكلي التي يمكن أن تصاب بفشل كامل. وقد يصاب المريض بضيق في الشريان التاجية وذبحة صدرية أو بالتهاب لأغشية القلب، وكذا يمكن أن يصاب جهازه العصبي، هذا الأخير الذي ينذر بتطور خطير لحالة المريض، مما ينتج عنه تغيرات في السلوك وتشنجات عصبية، أو شلل في الأطراف، كما يمكن أن يحدث التهاب حاد في العين. ومن العلامات الاعتيادية للمرض: جفاف العيون، تقرحات في الفم، وتحول لون أصابع اليدين عند تعرضها للبرودة من اللون الوردي المعتاد إلى اللون الأبيض أو الأزرق، وأيضا برودة الأطراف. - وبالنسبة للنساء الحوامل هل يشكل مرض الذئبة الحمراء خطرا عليهن وأجنتهن ؟ بالطبع، قد تتعرض المرأة الحامل والمصابة بمرض الذئبة لإجهاض متكرر، ولأجل ذلك فمرحلة الحمل خطرة وحساسة وتستلزم تكفلا ملائما للجنين والمرأة الحامل. - هل من علاج فعال ونهائي لمرض الذئبة الحمراء؟ لا يوجد علاج يُزيل المرض بشكل كلي عن الجسم، بالرغم من أنه أصبحت هناك إمكانية التحكم في المرض الآن كبيرة، ونتوفر على عدة علاجات تُهدئ من النشاط غير الطبيعي لعمل جهاز المناعة، وبالتالي تخفف من تداعياته على الأعضاء الحيوية للجسم مثل الكلي. وأود الإشارة إلى أن علاج المرض، يبدأ عادة ببعض الأدوية المضادة للالتهاب ثم ينتقل المريض بعد ذلك للأدوية المتخصصة مثل:الكورتيزون ومثبطات المناعة.