شنت السلطات بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، الاثنين الماضي، حملة واسعة النطاق لتحرير الملك العمومي، شملت واجهات المقاهي ومحلات الجزارة والمأكولات السريعة، كما شملت واجهات المنازل التي عمد أصحابها إلى تحويل مساحاتها الخارجية إلى حدائق مؤثثة بمختلف أنواع الأشجار والورود. وقد عمت الحملة، التي عاينتها "المساء"، جل المقاهي والمحلات والمنازل الكائنة بشارع بن سعيد صالح بالبرنوصي الذي تحولت جنباته مساء الاثنين إلى ركام من الأحجار والأتربة. وقد بدأت الحملة في الحادية عشرة صباحا، عندما حلت السلطات المحلية مرفوقة برجال القوات المساعدة، بحضور القائد والباشا، مستعينة بالجرافات والشاحنات، وبوشرت عمليات الهدم والحفر دون الاكتراث لأصوات أصحاب المحلات الذين أعلنوا عن تذمرهم من الحملة التي قامت به السلطات بدون سابق إعلام أو إنذار، خاصة وأن تكلفة تزيين تلك الواجهات تقدر بملايين الدراهم، تهم شراء الزجاج والألمنيوم والزليج لتزيين تلك الواجهات. وقام صاحب إحدى المقاهي بتكسير زجاج المقهى الذي يملكه احتجاجا على عملية الهدم، وهو المقهى الذي عمل على توسيع مساحته، بحيث أصبح مطلا على الشارع الذي يعاني من الاكتظاظ في أوقات الذروة على اعتبار أنه ممر رئيسي للحافلات والسيارات. وحسب مجموعة من المواطنين الذين استقت "المساء" تصريحاتهم، فإن الحملة ستكون إيجابية إذا كانت ستحرر الملك العمومي في كافة المناطق بدون استثناء، أما إذا كانت مقتصرة على البعض دون الآخر فإن ذلك يعد في نظرهم ظلما تمارسه السلطة فقط على الضعاف من المواطنين. وكانت السلطات قد قامت في السادس والعشرين من الشهر الماضي بحملة واسعة للقضاء على سوق علق، حيث هدمت البراريك العشوائية التي كانت بالسوق زيادة على الخيام والعربات التي كان أصحابها يستعملونها لبيع الخضر والفواكه والملابس المستعملة. وقد خلفت الحملة موجة استنكار واسعة في صفوف بائعي الخضر والفواكه الذين أتلفت بضاعتهم التي لم يتم سحبها في الوقت. وبعد هدم السوق أصبح المواطنون مضطرين إلى قطع مسافات طويلة للتبضع، كما أن الباعة أصبحوا مشردين بعد هدم السوق الذي كان يؤويهم. يشار إلى أن الحملة التي شنتها السلطة من المرتقب أن تشمل أسواقا ومحلات أخرى، لهذا فإن حالة من الترقب تسود ساكنة البرنوصي وحالة من التخوف تعم نفوس الباعة الذين أصبحوا يستغلون الأزقة لبيع سلعهم، الأمر الذي خلف موجة تذمر الذين سكان هذه الأزقة الذي لم يتقبلوا الوضع وطالبوا المسؤولين بإيجاد حل للباعة المتجولين.