تواصل سلطات عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي في البيضاء حملتها الواسعة، منذ صباح أول أمس الأربعاء، مدعومة بعدد من رجال الأمن والقوات المساعدة ورجال السلطة وأعوانها، تحت قيادة رئيس الشؤون العامة للعمالة، من أجل إخلاء الملك العمومي من "الفراشة" وأصحاب العربات المجرورة والمدفوعة، وكذا هدم عدد من الأكواخ العشوائية بمنطقة "سوق الظلمة" العشوائي الموجود بحي "المعاكيز" بالبرنوصي، والتي شيدت على حساب الملك العام. وأكدت مصادر "المساء" أن سلطات عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي استعانت بالجرافات والشاحنات وعناصر النظافة التابعة للإنعاش الوطني، من أجل إنجاح هذه العملية وتحرير الملك العام من جميع الأنشطة التجارية "العشوائية"، التي يحتل أصحابها الشارع العام والأرصفة وأماكن السير المخصصة للراجلين، مما من شأنه أن يتسبب في حوادث سير مميتة، وهو ما سبق تسجيله من قبل. الحملة اعتبرها عدد من سكان الحي إيجابية، ومن شأنها أن تحد من العشوائية التي تنتشر بالمنطقة، في حين وصفها آخرون ب"المزاجية" لأنها تكون في فترات متباعدة وتستهدف فقط الباعة المتجولين، دون أن تطال بعض المحلات التجارية والمقاهي التي تحتل مساحات تفوق بكثير ما يحتله هؤلاء الباعة في بعض الأحيان، ودون أن تجرؤ أي جهة مسؤولة على التدخل بحزم لمحاربة هذه الظاهرة، داعين إلى تعميمها على كل من يحتل الملك العام مهما كان انتماؤه أو مستواه الاجتماعي دون ميز أو محاباة. وأضافت مصادر من السكان أن الحملة المذكورة من شأنها أن تضع حدا لبعض المنحرفين، الذين يتخذون بعض "العشش" مكانا آمنا لتناول المخدرات ومعاكسة الفتيات من بنات الحي، ناهيك عما يمكن أن ينتشر بهذه الأماكن العشوائية من أمراض بفعل بقايا الأزبال وبفعل الجرذان. ويذكر أن سوق "الظلمة" يوجد تحت نفوذ إحدى العائلات التي كانت تقوم بعملية جمع الجبايات بشكل وصفته مصادر "المساء" ب"غير القانوني". وأضافت المصادر نفسها أن عمليات الهدم لم تعرف أي مقاومة من طرف الباعة، حيث ظلوا يراقبون المشهد عن قرب دون تسجيل أي محاولة لعرقلة عمل الفرق المختصة خلال هذه العملية.