التقى عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال زيارته الأخيرة لغزة، القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية في جلسة مطولة دامت ساعتين إلا ربع، ضمن وفد يضم كلا من عبد العزيز أفتاتي البرلماني عن وجدة والنائب البريطاني جورج غالوي متزعم قافلة «التضامن إلى غزة» والصحافية البريطانية إيفون ريدلي التي كانت أسيرة لدى نظام طالبان قبل 8 سنوات بعد دخولها إلى أفغانستان. وأعرب إسماعيل هنية, في كلمة له خلال هذا اللقاء الذي انعقد في منزله مع وفد القافلة عن امتنانه وشكره الخالص لأشكال التضامن الواسعة من طرف الشعوب العربية والإسلامية. وذكر إسماعيل هنية من الأشكال التضامنية قصة امرأة مغربية بعثت للمحاصرين في غزة هدية رمزية في شكل خاتم وسبحة. وقال إن الفلسطينيين يقدرون كل الجهود العربية الداعمة لخيار المقاومة. وبدا هنية وهو يتحدث عن أحداث غزة متتبعا لما يحدث في المغرب، إذ أشار في هذا السياق إلى أنه تابع تلك الحلقات التلفزية التي خصصتها قناة «الحوار» لعبد الإله بنكيران حول مساره السياسي والدعوي، غير أن هنية بدا في المقابل جد مستاء من الأنظمة العربية الرسمية، لأنها, بالنسبة إليه, تدعم الجناح الاستسلامي لدى الفصائل الفلسطينية بدل جناح المقاومة. ومنح هنية في هذا اللقاء مع وفد القافلة، جوازا فلسطينيا إلى النائب البريطاني جورج غالوي، فيما لم يتمكن بنكيران وعبد العزيز أفتاتي من الحصول على جوازات فلسطينية بعد أن تعذر عليهما إحضار صور شخصية لتثبيتها على هذه الجوازات قبل توقيعها من طرف هنية. ولفت أفتاتي أنظار الجميع عندما التمس من هنية باسما أن يمنحه الجنسية الفسلطينية، إذ قال في هذا السياق «أنا مستعد أن أكون مواطنا فلسطينيا وأؤدي الضرائب المفروضة على المواطنين الفلسطينيين». وأثار جورج كالوي في هذا اللقاء مع هنية قضية الزعيم الفلسطيني مروان البرغوتي الموجود في السجون الإسرائيلية، وعما إذا كان سيكون ضمن لائحة الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، فرد عليه هنية قائلا: «البرغوتي موجود على رأس هذه اللائحة وينبغي أن يفرج عنه في صفقة تليق به كزعيم فلسطيني كبير». وفي نهاية هذا اللقاء، خص هنية ضيوفه ببعض الهدايا تمثلت في كوفيات فلسطينية ومفاتيح خشبية وسجادات للصلاة، قبل أن تبرمج لهم زيارة ميدانية إلى بيوت العديد من شهداء حماس القياديين، منها بيت الزعيم المؤسس للحركة أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وهي بيوت قال عنها مصدر من وفد القافلة «إنها بيوت متواضعة جدا، وربما لهذا السبب لم ينفجر الفلسطينيون ضد مسؤولي حماس رغم الحصار والحرب والجوع».