ثمن يحيى عبد الجليل، السفير السوداني في الرباط، مبادرات التضامن الشعبي والرسمي الذي عبر عنه المغاربة مع السودان بعد صدور قرار اعتقال الرئيس عمر حسن البشير. وقال عبد الجليل في تصريح خص به “المساء” إن السفارة ما تزال تتوصل بالعديد من بيانات التأييد من مجموعة من المنظمات المدنية والسياسية في البلاد، موضحا أن الموقف الذي ما فتئ المسؤولون الرسميون يشددون عليه هو دعمهم لوحدة السودان وسيادته “وهو موقف إيجابي من الأشقاء المغاربة”. وتعليقا منه على مذكرة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أوكامبو باعتقال البشير، قال عبد الجليل “القرار تقف خلفه أصابع إسرائيلية كما صرح رئيس استخبارات إسرائيل، ونحن لن نقبل بأي حال من الأحوال أن يأتينا اللص في ثياب رجل الدين”، مبرزا أن الدول الغربية التي تقود الحملة ضد السودان “ساومتنا باقتراحها تعليق قرار الاعتقال مقابل إعادة المنظمات الدولية المطرودة إلى العمل، وهي المنظمات التي ثبت تورطها في أعمال تجسس”. وحول الإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها لمواجهة قرار المحكمة الجنائية الدولية، أوضح عبد الجليل أنه سيتم التركيز على فضح الخلفيات السياسية للقرار من جهة، وكشف الخروقات القانونية لقرار أوكامبو من جهة ثانية، إلى جانب تفعيل آليات التواصل مع المنظمات الرسمية والشعبية العربية والإسلامية والدولية، بهدف توضيح الصورة بكافة عناصرها. وعبر الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي، الذي حضر ندوة السفارة السودانية ظهر أول أمس بفندق حسان بالرباط، عن تضامنه التام مع الخرطوم، موضحا في تصريح ل “المساء” أنه من المفترض أن يجد الفنانون المغاربة “سبيلا فنيا” للتضامن مع السودان. وقال الزروالي “أنا سوداني التوجه”، مبرزا أن وجوده بالسودان قبل سنوات لعرض مسرحيته «كدت أراه» مكنه من معرفة أن المغاربة تجمعهم وأهل السودان قواسم مشتركة كثيرة في العادات والتقاليد. وكان لافتا حضور لحسن الداودي وعبد الله بها لندوة السفارة، وهو ما اعتبر بأنه دعم للخرطوم في موقفها الرافض لقرار اعتقال البشير، في وقت فشل فيه حزب عبد الإله بنكيران في جمع ممثلين عن فرق المعارضة وزيارة السفارة السوادنية مثلما حدث في مبادرة زيارة سفير فينزويلا بالرباط بعد طرد تشافيز للسفير الإسرائيلي بكاركاس على خلفية العدوان على غزة. ويتهم قرار أوكامبو عمر حسن البشير بتحمل مسؤولية ارتكاب جرائم حرب وإبادة في منطقة دارفور، في حين تقول الخرطوم إن القرار باطل ويستهدف سيادة واستقرار السودان.