«وصولية وانتهازية، وتستعمل كل الأسلحة لتحقيق أهدافها» هذه بعض ملامح الصورة التي رسمها كتاب «الصديقة الجميلة»، الصادر باللغة الفرنسية يوم 5 فبراير الماضي، والذي خصصه المؤلفان الصحافيان، ميخائيل دارمون وإيف دوريي، لتقديم الوجه الآخر الخفي لرشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية، مغربية الأصل. يقدم كتاب «الصديقة الجميلة» داتي في صورة امرأة طموحة، تسعى إلى السلطة والمال، وتسلقت السلم الاجتماعي بسرعة، وانتزعت مكانتها بفضل الوساطات والاتكال على شخصيات مرموقة ساعدتها ودفعت بها إلى أعلى المراتب إلى أن تم اختيارها وزيرة للعدل. وهي أول امرأة مسلمة من أصول مغربية تتولى منصبا وزاريا في فرنسا. «حياتي ليست قصة جميلة، ولست بطلة رواية تريد ابتزاز دموع الناس» هذا ما كتبته رشيدة داتي عن نفسها في كتاب من تأليفها صدر منذ أشهر. من أب مغربي وأم جزائرية، دمعتها سهلة، ولكنها ليست امرأة رقيقة أو عاطفية، هدفها, تقول جريدة الاتحاد الإماراتية, أن تكون «نجمة»، حتى إن أحد العاملين معها في الوزارة علق قائلا: «عندما تكون نازلة من مدرج الطائرة، محاطة بعدد كبير من المصورين، فإن الانطباع الذي يحصل لي هو أنني أعمل مع مارلين مونرو». ويبين الكتاب أن رشيدة داتي، وهي تنتمي إلى عائلة مهاجرة فقيرة، اكتشفت، وقد تجاوزت الأربعين من عمرها، أنه بإمكانها أن تكون امرأة جميلة، وأنيقة، وقوية، فهي ترتدي أغلى الملابس وأفخمها، واشتهرت لدى المصورين بغرامها بالأحذية ذات الكعب العالي غالية الثمن. وهذا الميل الواضح للبدخ جلب لها الكثير من النقد، وبعض مستشاري الرئيس لم يرق لهم تعمدها الظهور في ثوب امرأة مسرفة ومترفة، ولكنها كانت ترد على منتقديها قائلة: «دعهم يهتمون بأحذيتي، فالأهم أن أمرر الإصلاحات التي يريدها الرئيس ساركوزي». وهي مدينة لنيكولاس ساركوزي بما بلغته من جاه وسلطة ومكانة، ولذلك فهي تبذل كل ما أوتيت من جهد في سبيل نيل رضاه، وكسب إعجابه، وتسعى من خلال كل ما تقوم به إلى أن تعبر له عن امتنانها وشكرها واعترافها له بالجميل، ولتثبت له أنها الأفضل، وأنها أحسن تلميذة في الحكومة. ووصف الكتاب رشيدة داتي بأنها امرأة انتهازية، وصولية، لا يهمها إلا من يكون بإمكانه تقديم خدمة لها والتوسط لفائدتها، وفي هذا السياق فإن العديد من المصادر أكدت أن رشيدة داتي، ومنذ أن كانت طالبة في الجامعة كانت دائمة البحث عن الوساطات في كل أمر يخصها، فقد استعملت الوساطة سعيا إلى دخول كلية الطب بعد أن فشلت مرتين في اختبار الدخول إليها، ومن بين الأساليب التي اتبعتها رشيدة لتحقيق مآربها إرسال الرسائل إلى كبار الشخصيات السياسية، والإعلامية، والاقتصادية، وحتى إلى كبار المطربين والفنانين لربط الصلة، والبحث عن مدخل إليهم. ويذكر البان شالندون، وزير العدل سابقا، أنه تلقى من رشيدة داتي رسائل كثيرة وصفها بأنها رسائل حب وإعجاب، وكانت وقتها في الواحدة والعشرين من عمرها، والوزير في الخامسة والستين، وهو يحتفظ إلى اليوم برسائل الحب تلك. ومن بين أساليب رشيدة داتي، حسب الكتاب، إثارة الاهتمام بها والحديث عن مغامراتها العاطفية، وعلاقاتها ببعض كبار الشخصيات من أصحاب المؤسسات الكبرى. ومن طرقها أيضا لكسب ود وإعجاب من تريد ضمه إلى صفها، البوح بسر شخصي حينا، والإكثار من الضحك، وإشعاع جو من المرح حينا آخر، ولا بأس إذا لزم الأمر أن تذرف بعض الدموع.