علمت الجريدة من مصادر إسبانية مطلعة احتمال عدم حضور قاضي الإرهاب بالتثار غارثون إلى مدينة تطوان اليوم الخميس للمشاركة في أشغال الأيام الدراسية المنظمة من طرف مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل، التي تتمحور حول مشاركة الجنود المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية التي خاضها الدكتاتور فرانكو. وأفادت المصادر أن حالة القاضي الاسباني بالتثار غارثون الصحية لن تسمح له بالحضور، بعد إصابته يوم الجمعة الماضي بنوبة حادة وآلام في الصدر نقل على إثرها فورا إلى مصحة خاصة بمدريد حيث قدمت له إسعافات طبية مكثفة. وخضع غارثون، البالغ من العمر 53 عاما، لمراقبة طبية دقيقة لمدة 24 ساعة قبل أن يسمح له بمغادرة المصحة وقضاء فترة النقاهة بمنزله. وتعرض القاضي غارثون لارتفاع في الضغط بعد الانتقادات التي تعرض لها منذ عدة أيام بسبب التحقيق حول الفساد الذي يجريه ويشمل شخصيات مقربة من الحزب الشعبي اليميني المعارض، وفق ما أفادت وسائل الإعلام. وبدأ القاضي في 13 فبراير حملة ضد الفساد تشمل أشخاصا مقربين من اليمين الاسباني حيث وجهت التهمة إلى 37 شخصا بجرائم تبييض رؤوس الأموال والفساد واستغلال النفوذ. وشن اليمين حملة مضادة مطالبا بتنحية غارثون الذي يحقق في الملف، لكن رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو رفض هذا الطلب. وحسب مصادر قضائية مطلعة فإن القاضي الإسباني المعروف بالتثار غارثون كان مدرجا ضمن الحاضرين في الندوة الدولية حول مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية عن الجانب الإسباني، بالإضافة إلى بول بريستون، خوسي أنطونيو مارتين بايين، لياندرو ألفاريس وكارلوس إتشيفيريا. وسينظم مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل الندوة المذكورة خلال ثلاثة أيام، ما بين 26 و28 فبراير المقبل، حيث سيتم البحث والنقاش حول موضوع الذاكرة التاريخية المشتركة بين البلدين في الفترة التي شملت الحرب الأهلية الاسبانية (1936-1939)، وذلك في إطار الإجراءات التي اتخذها المركز، وحول مآل المذكرات التي تم توجيهها إلى كل من الوزير الأول المغربي، ورئيس الحكومة الاسباني، وإلى القاضي بالتثار غارثون، من طرف جمعيات الذاكرة التاريخية من أجل فتح ملف ما يسمى ب «الذاكرة الاسبانية المغربية المشتركة». وفقا لما أكدته ل “المساء” مصادر إسبانية مقربة من تنظيم هذا الحدث فإن “المبادرة تهدف إلى إعادة تأهيل شريحة كبيرة من المجتمع المغربي تتطلع إلى معرفة خبايا مشاركة المغاربة في جيش فرانكو”، كما تهدف إلى «تصحيح بعض مفاهيم التاريخ المشترك بين المغرب وإسبانيا»، وذلك، تقول نفس المصادر، «بسبب الأفكار المسبقة والصور النمطية التي توزع في بعض الجهات، والتي ليس لها أي مصلحة في بناء علاقة تقوم على التفاهم، والمعاملة بالمثل».