ستعرف مدينة تطوان، نهاية الشهر المقبل، أياما دراسية حول انضمام المغاربة إلى جيش الدكتاتور فرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية وحول المقابر المجهولة التي تم فيها دفن ضحاياها من الجنود المغاربة. وحسب مصادر قضائية مطلعة، فإن القاضي الإسباني المعروف بالتثار غارثون سيكون من بين المشاركين، في الندوة الدولية حول مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية، عن الجانب الإسباني، بالإضافة إلى بول بريستون وخوسي أنطونيو مارتين بايين ولياندرو ألفاريس وكارلوس إتشيفيريا. وسينظم مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل الندوة المذكورة خلال ثلاثة أيام، ما بين 26 ومن شهر 28 فبراير المقبل، حيث سيتم البحث والنقاش حول موضوع الذاكرة التاريخية المشتركة بين البلدين في الفترة التي شملت الحرب الأهلية الاسبانية (1936-1939)، وذلك في إطار الإجراءات التي اتخذها المركز، وحول مآل المذكرات التي تم توجيهها إلى كل من الوزير الأول المغربي ورئيس الحكومة الإسباني، والقاضي بالتثار غارثون، من طرف جمعيات الذاكرة التاريخية من أجل فتح ملف ما يسمى ب«الذاكرة الإسبانية المغربية المشتركة». ووفقا لما أكدته ل«المساء» مصادر إسبانية مقربة من تنظيم هذا الحدث، فإن «المبادرة تهدف إلى إعادة تأهيل شريحة كبيرة من المجتمع المغربي تتطلع إلى معرفة خبايا مشاركة المغاربة في جيش فرانكو»، كما تهدف إلى «تصحيح بعض مفاهيم التاريخ المشترك بين المغرب وإسبانيا»، وذلك، تقول مصادرنا، «بسبب الأفكار المسبقة والصور النمطية التي توزع في بعض الجهات، والتي ليست لها أية مصلحة في بناء علاقة تقوم على التفاهم والمعاملة بالمثل». وتسعى هذه الورشة -التي سيحضرها، بصفة رسمية، المؤرخ الإخباري لمدينة سبتة خوسي لويس غوميث بارسلون، والباحث فرانسيسكو سانشيث- إلى توفير دراسة موضوعية علمية حول الملف تنبني، حسب المصادر ذاتها، على أساس مبدأ العدالة عبر النظر في القنوات المناسبة لإنصاف ذاكرة الضحايا، ومحاولة بناء علاقة تقوم على حسن الممارسة الديمقراطية للدولتين الجارتين». وسيتمحور النقاش المغربي الإسباني بين مختلف الجهات الفاعلة في الموضوع، الإسبانية منها والمغربية، كما أن «الأيام الدراسية تهدف إلى معالجة ثلاثة مواضيع مختلفة: لمحة تاريخية عن الحرب الأهلية الإسبانية والعالم، وأخرى مغربية تتعلق بالمشاركة في الحرب، والثالثة ستتمحور حول تحليل هذا الملف من وجهة النظر القانونية والقضائية والاقتصادية والسياسية وحقوق الإنسان». كما ستعمل هذه الندوة على «إعادة النظر في الملف وتسليط الضوء على الذاكرة المشتركة» من أجل تحديد مكان وجود الضحايا، الذين يقدر عددهم ب136 ألف جندي، وفق بعض الوثائق التي يعتمد عليها المختصون المغاربة، والذين كان قد تم تجنيدهم وإرسالهم للقتال في جبهة الحرب الأهلية الإسبانية، وتذكر المصادر أن 9 آلاف منهم كانت تقل أعمارهم عن 12 سنة.