تحولت وجهة القافلة البريطانية «خط الحياة لغزة» إلى الرباط بعدما منعت سلطات الدارالبيضاء أول أمس الوقفة الاحتفائية المقرر تنظيمها بساحة الجامعة العربية، حسب ما أكد أحد منظمي الوقفة ل«المساء». واستقبل فاعلون مدنيون وحقوقيون ومواطنون جورج غالوي، النائب البريطاني المسؤول عن القافلة، مساء أول أمس بساحة البريد بالرباط بالورود، مرددين شعارات منددة بالسياسة الرسمية لبريطانيا، ومستنكرة تواطؤ حكام العرب ضد القضية الفلسطينية. وفي كلمة له بالمناسبة، أكد غالوي أنه سيبحث في غزة عن الطفلة التي ذهبت عند جدتها وعادت لتجد كل أفراد أسرتها جميعا قتلوا وقالت أمام كاميرا الجزيرة: «ماذا جنيت؟ وماذا فعلت لأترك وحيدة؟»، ليخبرها بأن لديها الملايين من الآباء والأمهات في العالم. وبدا رئيس القافلة متأثرا بحرارة الاستقبال، حيث افتتح كلامه بالقول: «السلام عليكم أبناء المغرب، إن العواطف التي أظهرتموها لنا منذ وصولنا تجعلني أختنق بالمشاعر وأتمنى أن أوصلها إلى أهلنا في غزة». ولم يفوت النائب البريطاني الفرصة ليوجه انتقادا إلى السياسة البريطانية تجاه ما يقع في غزة، عبر قوله: «إن القافلة التي تضم 300 شخص من كافة مدن بريطانيا تبين أن توني بلير لا يمثل البريطانيين وإننا نحن الذين نمثلهم». وبخصوص أهداف القافلة قال: «إن هدف القافلة هو إيصال هذا الدعم إلى 61 ألف أسرة تعيش بالقرب من أنقاض منازلها في غزة قصد مساعدتها على اجتياز ما تعانيه جراء الحصار الإجرامي الذي تمارسه الصهيونية العالمية أمام صمت الحكام العرب والقادة الغربيين والمنتظم الدولي. ودعا إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية وكل الذين يتعاملون مع إسرائيل، منوها بخطوة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي قال إنه أثبت أنه هو القائد العربي بعد طرده للسفير الإسرائيلي من بلده. ومن جهته، أكد صباح المختار، نائب رئيس القافلة، أن مصر ستفتح معبر رفح لإيصال هذه المساعدة الإنسانية، موضحا، في تصريح ل«المساء»، أن العديد من العراقيل التي واجهتهم أثناء الرحلة يغلب عليها الطابع التقني. وتناوب على الكلمة الافتتاحية منظمو الوقفة، وهم مسؤولو مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وممثلو المؤتمرات العربية الثلاثة بالمغرب، الذين ركزوا في مداخلاتهم على الترحيب بغالوي ومدحه باعتباره “النقطة البيضاء في تاريخ الفكر الأوروبي الغربي الذي يناصر القضايا العادلة”، إلى جانب تذكيرهم بالمأساة التي تعيشها غزة. وسارع العديد من الشباب المغاربة، الذين انتظروا حضور ممثلي القافلة زهاء ساعتين، إلى أخذ صور تذكارية مع غالوي أثناء انصرافه وهو يمتطي السيارة التي ستتجه به إلى مكان القافلة التي كانت تنتظره بالقرب من منطقة العرجات بضواحي الرباط قصد الذهاب إلى فاس وبعدها إلى كرسيف ثم وجدة. يذكر أن القافلة، وهي مبادرة شعبية بريطانية، تضم حوالي 100 عربة محملة بالبضائع والمواد الغذائية، وعبرت برا فرنسا وإسبانيا والمغرب وستحل بالجزائر ثم تونس وليبيا ومصر لتحط الرحال في غزة.