عبر النائب في مجلس العموم البريطاني جورج غالاويعن سعادته بالمشاعر التي أظهرها المغاربة في استقبال المشاركين في قافلة التضامن الإنساني خط الحياة من أجل غزة منذ دخولها ميناء طنجة، وشكر في الاحتفال الشعبي الذي نظم بالرباط مساء الأربعاء 18 فبراير 2009، المسؤولين المغاربة على فتحهم الحدود المغربية الجزائرية لكي تمر القافلة، واعتبر ذلك دليلا على أن فلسطين هي مفتاح القلوب، آملا أن يكون هذا المفتاح متوفرا لديهم للدخول إلى غزة عبر رفح. وأكد غالاوي في كلمته التي افتتحها بالبسملة والسلام على الحضور واختتمها بطلب الدعاء للقافلة بالوصول إلى غزة، ثقته البالغة في أن الرئيس المصري حسني مبارك سيفتح الحدود لتدخل قافلة الحياة إلى غزة، مشددا على أن الجرائم التي مارستها الصهيونية الإسرائيلية في أرض فلسطين لن تمر دون عقاب، ودعا إلى اتخاذ كافة الخطوات لمعاقبة هؤلاء الأشخاص وإدخالهم إلى السجون، ووقف التطبيع مع إسرائيل ومقاطعة بضائعها وطرد سفرائها من كل دول العالم. وأشار غالاوي إلى أن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق لا يمثل البريطانيين، بل إن القافلة التي تضم 300 شخص قدموا من مختلف مدن المملكة المتحدة هي التي تمثل آمال ملايين البريطانيين وأحلامهم، وهي ذات الأحلام التي يحملها 300 مليون عربي من المغرب إلى البحرين، قائلا ما نحاول القيام به هو نقل مشاعر الحب من كل الشعوب إلى شعب غزة. وقال غالاوي الذي كان يرتدي وشاحا فلسطينيا أحمر وردد عدة مرات شعار الحرية لفلسطين، إن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أثبت أنه القائد العربي الأول عندما طرد السفير الإسرائيلي من بلده، في وقت كان يتمنى أن يتم طرد كل السفراء الصهاينة من كافة العواصم في العالم. وأشار عضو مجلس العموم البريطاني إلى القصة التي نقلتها قناة الجزيرة، حول طفلة فلسطينية كانت إبان العدوان في بيت جدتها، لتكتشف بعد انتهاء الحرب أن والديها قتلا وكل أفراد عائلتها، لتتساءل بألم: من يكون أبي وأمي؟ مؤكدا بالقول سأذهب إلى غزة وسأبحث عن تلك الطفلة وسأخبرها أن لديها الملايين من الآباء والأمهات في العالم، ولديها هنا في الرباط ملايين العائلات. من جهته قال نائب رئيس قافلة التضامن صباح المختار أن لهذه المبادرة عدة دلالات، فهي تعني من جهة أن فلسطين هي مفتاح الدخول إلى العالم العربي كله، ومن جهة أخرى أن هناك اتفاق وتضامن بين الشعوب المختلفة في أوربا وإفريقيا وآسيا، وثالثا أن هذه الجرائم لن تمر دون عقاب.وحول العراقيل التي واجهت القافلة قال المختار في تصريح لـالتجديد إنه كانت هناك مشاكل مع السلطات في بريطانيا وكانت تأخيرات في مناطق الحدود والعبور، ولكنها في الغالب مشاكل تقنية. معربا عن تفاؤله بعبور معبر رفح على الرغم من أنه مغلق نهائيا منذ الخامس من فبراير، وقال لدينا الحق في الدخول، وسنذهب هناك كي ندخل وإذا منعنا فسنبقى. هذا وتحدث فاعلون مغاربة عن حسنات قافلة غالاوي ومن بينها كونها استطاعت أن تفتح الحدود المغلقة منذ سنوات بين المغرب والجزائر، كما قال خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، وباعتبارها نقطة بيضاء في جبين الفكر الأوربي، فقد فتحت مجال التواصل بين الفكر الحر في العالمين العربي - الإسلامي والعالم الغربي، بحسب محمد بنجلون الأندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، وأشار محمد الحمداوي عن المؤتمر القومي العربي إلى أن أوربا أحيت مع جورج غالاوي القيم الإنسانية النبيلة، في وقت تتواطأ فيه جهات متحكمة في العالم الغربي لجعل العالم يعيش حروبا كان في غنى عنها لو طبقت هذه القيم الإنسانية. هذا ودعا النائب البرلماني عن مدينة الرباط رضا بنخلدون، القافلة أن تبلغ أهل غزة رسالة مفادها أن قلوب الشعب المغربي معهم، وأننا ننتظر انتصاركم في معركة الوحدة بين الفصائل ومعركة إعادة الإعمار. يذكر أن قافلة التضامن الإنساني خط الحياة من أجل غزة التي انطلقت من لندن تضم بريطانيين من أصل مغربي، ويفترض أن تكون قد عبرت مساء أمس الخميس الحدود المغربية في اتجاه مدينة مغنية الجزائرية.