تمكن «بولحباش»، وهو مسؤول أمني عن المنطقة الأمنية الثانية بفاس، رفقة مجموعة من مساعديه، مساء يوم الثلاثاء الماضي، من وضع اليد على أحد عناصر مجموعة متخصصة في ترويج الكوكايين بالجهة. فيما لا يزال البحث جاريا عن عناصر أخرى من المجموعة، ضمنهم فتاة. وقالت المصادر إن أحد المعتقلين بسجن عين قادوس على خلفية الاتجار في المخدرات هو الذي قدم معلومات «إضافية» إلى هذا المسؤول الأمني حول هذه الشبكة. وكان الطواشي، والذي تمت مؤاخذته على الاتجار في الحشيش دون استهلاك الكوكايين، قد تمكن من التعرف على بعض أعضاء هذه الشبكة، طيلة الفترة التي قضاها مستهلكا لهذه المادة، قبل أن يتم اعتقاله. وتجهل الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تسريبه لأسماء من هذه الشبكة التي يقال إن بعض أعضائها راكموا ثروات هائلة من الاتجار في الكوكايين في جهة فاس. ومن هؤلاء مغاربة يتوفرون على أوراق الإقامة بهولندا، وهي إحدى الدول الأوربية التي تعرف «رواجا كبيرا» لهذه التجارة. ويروي رجل أمن تفاصيل إلقاء القبض على (ع. ز)، موردا أن بعض رفاقه اتصلوا به عبر الهاتف معبرين له عن رغبة «ملحة» في الحصول على «البيضة». وضرب لهم التاجر موعدا في طريق صفرو، وهو من الشوارع الرئيسية في المدينة والمؤدية إلى أحياء راقية بها، ليجد نفسه بعد ذلك محاصرا من قبل هؤلاء. وأفضت عملية تفتيش لمحل إقامته إلى العثور على كمية وصفت بالمهمة من مادة الكوكايين وأقراص «القرقوبي»، وذلك إلى جانب عدد كبير من بطائق رمادية وجوازات سفر مزورة. وكان حي النرجس، وهو من الأحياء الراقية بالمدينة، قد شهد منذ حوالي أسبوع مواجهات مفتوحة بين شبكتين للاتجار في المخدرات الصلبة. وخلفت هذه المواجهات أضرارا في حوالي 20 سيارة. وانتهى العراك بين المجموعتين إلى تسليم بعض عناصر الشبكتين لنفسها إلى رجال الأمن. وورد في تصريحات بعضهم أنهم يواجهون خطر الموت ويطالبون بحمايتهم. وفي السياق ذاته، أوردت المصادر أن هذه المادة تلقى «رواجا» كبيرا وسط بعض أطر المدينة ومن قبل بعض أبناء أعيانها، مسجلة أن الإقبال عليها يزداد في الحانات الكبرى وفي الفنادق الفخمة، وحتى في أوساط تلاميذ بعض المؤسسات التعليمية «المرموقة».