لم يعثر رجال الأمن المكلفون بترصد أعضاء الشبكة الثانية للكوكايين بفاس، والتي جرى تفكيكها ليلة الجمعة/ السبت الماضي، بحوزة أفرادها على مادة الكوكايين فقط، فقد أوردت المصادر بأن هذه الشبكة كانت تتاجر في الأقراص المهلوسة من نوع «إكسطازين». وقد عثر المحققون أثناء عمليات المداهمة والتفتيش لأماكن يختبئ بها أفراد الشبكة المعتقلون على ما يقرب من 105 أقراص مهلوسة من هذا النوع، في كل من حي السعادة وحي المصلى بفاس. ويقول رجال الأمن إن هذه العناصر التي جرى اعتقالها كانت تبيع الكوكايين بالقرب من المؤسسات التعليمية والملاهي الليلية وتعتمد وسائل سرية في تحركاتها وتنقلاتها وطرق بيعها ل«الغبرة» وتأخذ الكثير من الحذر بعدما تم انتشار خبر تفكيك الشبكة الأولى التي اتهم «زعيريطة» بتزعمها. وفي «إستراتيجيتها»، تلجأ هذه الشبكة إلى فتيات الملاهي لبيع الغبرة، كما تلجأ إلى بعض التلاميذ. وقد تم اعتقال راقصة تشتغل في أحد الملاهي الليلية بوسط المدينة، وهو الملهى الذي يوجد في ملكية رئيس جماعة قروية بضواحي فاس. الراقصة «ه.س» والتي تعتبر، في نظر مرتادي حانات مركز المدينة، من أشهر الراقصات بفاس، تعرف برقصاتها على إيقاع الموسيقى الشرقية. ولا تقتصر رقصات «ه. س» على هذه الحانة وحدها، إذ في الليلة الواحدة يمكنها أن «تقدم خدماتها» في أكثر من حانة بالمدينة، وذلك بتخصيصها لمدة تتراوح بين النصف الساعة والساعة لزبناء كل حانة. وفي الوقت الذي يجري فيه البحث لاعتقال باقي أعضاء الشبكة، فإن الشرطة القضائية تشير إلى أن عملية وضع اليد على أعضائها تطلب حوالي 6 أشهر من الرصد والمتابعة. وفي نظر رجال الأمن، فهذه الشبكة قد استغلت «الفراغ» الذي خلفه اعتقال شبكة «زعيريطة». وقد تبين لرجال الشرطة، استنادا إلى اعترافات المعتقلين، وجود علاقة بين الشبكتين. ويقدم «م.ز» الملقب ب«حمادي» على أنه متزعم الشبكة الثانية. وقد ولد هذا الأخير في سنة 1976، وكان يشتغل في أحد المطاعم بحي الأطلس كمساعد. ويقول المحققون إن ل«حمودة» سوابق كثيرة تتلخص في اختطافات للفتيات والسرقات والتهديد والابتزاز وهو ينحدر من حي شعبي يعرف بال45، ويلقب ب«حكار النساء». وإلى جانبه، اعتقلت «م. إ. م»، وهي فتاة ازدادت في فاس سنة 1985، وهي خليلة المتهم حمادي زعيم الشبكة. وتتهم بمساعدته في ترويج وبيع المخدرات وتسكن بحي «عين هارون»، وهو يعد بدوره من الأحياء الشعبية للمدينة. أما «ح.ق» فهو قد ازداد بفاس سنة 1987 مختص في بيع أقراص «الاكسطازين» والتي يقتنيها من «حمادي» ويقوم بتوزيعها ويصل ثمن بيع القرص الواحد من هذه الأقراص إلى 100 درهم. واعتقل رجال الأمن التلميذ «ن.ص»، في إطار تفكيك هذه الشبكة، وهو من مواليد فاس سنة 1987، ويسكن بحي السعادة. ويقول رجال الأمن إن هذا التلميذ متهم باستهلاك وترويج الكوكايين. ومعه اعتقل «ط.غ»، مزداد بفاس سنة 1983، يسكن بحي المصلى، يستهلك ويساهم في بيع المخدرات الصلبة. في حين ينحدر «ي.ب»، وهو «فيدور» من منطقة المرينيين، وهو مزداد سنة 1980. وكان يساهم في عملية تخزين المواد وبيعها. وسيواجه أعضاء الشبكة، والذين تم اعتقالهم لحد الآن، وإيداعهم بسجن عين قادوس، تهمة تنظيم شبكة متخصصة في ترويج المخدرات الصلبة والأقراص المهلوسة والقيام بعلاقات جنسية غير شرعية والسكر العلني البين وحيازة سلاح أبيض بدون مبرر قانوني.