فككت عناصر فرقة مكافحة المخدرات بمصلحة الشرطة القضائية بأمن أنفا بالدارالبيضاء شبكة لترويج الكوكايين بالعاصمة الاقتصادية، مشكلة من 4 نيجيريين مقيمين بطريقة غير شرعية، وامرأة مغربية، أحيلوا، أول أمس الأربعاء، على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بتهمة "حيازة وترويج المخدرات الصلبة". وحسب مصادر أمنية، فإن الإيقاع بعناصر هذه الشبكة، جاء بعد توصل عناصر الفرقة بمعلومات حول سيدة تدعى السعدية (د)، من مواليد 1971، تروج الكوكايين على متن سيارة من نوع "شيفرولي"، مشيرة إلى أنه جرى نصب كمين لها، بشارع محمد الخامس، قرب "مارشي سنطرال"، وجرى اعتقالها متلبسة، بحوزتها كيس يحتوي على 4 غرامات من مخدر الكوكايين، وهاتف محمول. وذكرت المصادر ذاتها أن المتهمة، من ذوي السوابق، اعترفت لمحققي الفرقة بأنها تتزود بالمخدرات الصلبة من شخص يتحدر من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، يدعى موسى، مشيرة إلى أنها أبدت استعدادها لاستدراجه، ومساعدة المحققين على اعتقاله. وبعد كمين محكم نصبه المحققون، اتصلت المتهمة بالمدعو موسى، وجرى تحديد لقاء بإقامة الموحدين، بالحي المحمدي، بهدف التزود منه بكمية جديدة من الكوكايين، غير أن الرياح جرت بما لا يشتهيه المتهم، ووجد عناصر الفرقة بانتظاره، وجرى إيقافه بعدما حاول الفرار، وبحوزته كيس بلاستيكي يحتوي على 8 غرامات من الكوكايين وهاتفان محمولان، وتبين أن المتهم يدعى إيمانويل (م)، من مواليد 1986، يقيم بطريقة غير شرعية. وقالت المصادر إن محققي الفرقة اقتادوا المتهم نحو شقة يكتريها بإقامة الأمان بعين السبع، وبعد مداهمة الشقة جرى إيقاف متهمين نيجيريين كانا بصدد استهلاك قطعتين من الشيرا، في حين حاول شخص نيجيري ثالث الفرار عبر السطح، بيد أن عناصر الفرقة تمكنت من اعتقاله، بعد محاصرة الإقامة، بمساعدة الحراس الليليين. وعثر خلال عملية التفتيش على 2 غرام من الكوكايين فوق جهاز تلفاز، وثلاثة هواتف محمولة، وصندوق حديدي صغير الحجم "كوفر فور" تحت سرير النوم. وتبين خلال تنقيط المتهمة السعدية على الناظم الآلي أنها من ذوي السوابق في الاتجار في الكوكايين سنة 2007. وأفادت المتهمة، في تصريحاتها أن قصتها مع الكوكايين، ابتدأت سنة 1989 في مدينة تطوان، حيث كانت متزوجة ولها 3 أبناء. وأوضحت أنها كانت تتردد باستمرار على مدينة سبتة، وتعرفت على سيدة تدعى جميلة، كانت تتعاطى الكوكايين، وبحكم علاقتهما صارت هي كذلك تتعاطاه، إلى أن أصبحت مدمنة بشكل مفرط، وانتهى بها المطاف إلى بيع نصيبها في المنزل، الذي تملكه مناصفة مع زوجها، ما أسفر عن طلاقهما سنة 2003. وأوضحت المتهمة أنها تزوجت سنة 2007 بشخص آخر من ذوي السوابق في ترويج المخدرات، وأنجبت منه طفلة، مشيرة إلى أنها انخرطت معه في ترويج الكوكايين إلى أن اعتقلت في السنة ذاتها بمراكش. لم تقو المتهمة على الإقلاع عن الإدمان، وبعد مغادرتها السجن، تعرفت على المتهم إيمانويل الملقب بموسى، وكانت تتزود منه بالكوكايين منذ غشت 2009، عن طريق شراء الغرام الواحد ب 400 درهم، وإعادة بيعه ب 600 أو 700 درهم. من جهته، أفاد المتهم إيمانويل، في معرض تصريحاته، أنه دخل المغرب سنة 2009، عبر مغنية، بمعية 15 شخصا من بلدان جنوب الصحراء، وبعد إقامة قصيرة في وجدة، انتقل إلى الدارالبيضاء، وصار يتعاطى التسول بهدف الحصول على لقمة العيش. وأوضح المتهم، أنه بالنظر إلى قساوة ظروف العيش، تعرف في نونبر المنصرم على أحد مروجي المخدرات الصلبة من بلدان جنوب الصحراء، يدعى أبو بكار، هذا الأخير اقترح عليه مساعدته، وأقنعه بالعمل معه في ترويج الكوكايين، إذ كان يشتري الغرام منه ب 350 درهما، ويعيد بيعه إلى مروجين آخرين ب 400 درهم، أو مباشرة إلى المدمنين ب 600 درهم.