كشفت وثيقة تحمل توقيع سبع جمعيات تعمل داخل النفوذ الترابي للجماعة القروية «إيموزار»، في الشمال الشرقي لأكادير، أن التحرّيات التي قامت بها لدى المجلس الإقليمي لعمالة أكادير -إداوتنان تبين أن مطالبة رئيس الجماعة للساكنة بتوفير مبلغ 5000 درهم من الكزوال من أجل فكّ العزلة عن مجموعة من الدواوير مجرّد ابتزاز، حيث علمت الجمعيات التي قادت التحقيق في هذه النازلة أن هناك اتفاقية شراكة في إطار مشروع إصلاح وتهيئة الطرق القروية تجمع مجموعة من الجماعات القروية المتواجدة في المنطقة مع المجلس الإقليمي، وتنص هذه الاتفاقية على أنّ المجلس الإقليمي يلتزم بتوفير آلات الحَفر والشاحنات وكافة التجهيزات اللوجستيكية اللازمة لتهيئة مجموعة من المسالك الطرُقية، في مقابل ذلك تلتزم الجماعة القروية المستفيدة من هذا المشروع بتوفير الكميات اللازمة من الكزوال وكذا التغذية للمستخدَمين في هذه الأوراش. وتبعا لذلك، استنكرت الجمعيات الموقعة على هذه الوثيقة، التي توصلت «المساء» بنسخة منها، إلزام الساكنة بتوفير مبلغ خمسة آلاف درهم من الكزوال عن كل يوم عمل، علما أن ساكنة المنطقة تعيش على الهشاشة بسبب الفقر وارتفاع معدلات البطالة، الأمر الذي يزداد مع غياب مسالك طرقية تؤمّن لهذه الساكنة حاجياتها الحيوية، فضلا على وعورة تضاريس المنطقة. وشدّدت الجمعيات على أن الجماعات المحلية المجاورة للمنطقة قامت بتنفيذ التزاماتها تجاه المجلس الإقليمي لأكادير -إداوتنان ووفرت الكميات اللازمة من الكزوال من ميزانية الجماعة، ولم تعمد إلى الضغط على الساكنة من أجل إلزامهم بأداء أثمنة الكزوال. وأبدت الساكنة تخوفها من أن تحرَم من هذا المشروع القاضي بفكّ العزلة عن مجموعة من الدواوير إذا «تمادت» الجماعة القروية لإيموزار في إرغام الساكنة على أداء ثمن الكزوال، الأمر الذي سيحكم على أزيدَ من سبعة دواوير بالعزلة التامة، خاصة أنّ الأمر يتزامن وفصل الصيف، الذي ترتفع فيه الحاجة إلى الخدمات الطبية جراء انتشار ظاهرة لسعات العقارب والثعابين في المنطقة.. كما أنّ الأمر سيزيد من حدة الاحتقان في المنطقة جراء الحرمان من مثل هذه الخدمات.