دون سابق إنذار أعلن حميد حسني الملقب ب»طاسيلي» استقالته من المكتب المسير للوداد الرياضي لكرة القدم، موجها رسالة إلى رئيس الفريق عبد الإله أكرم من أجل إعفائه من مهامه. استقالة طاسيلي ليست هي الأولى في الوداد هذا الموسم، بل إنها امتداد لاستقالات لمجموعة من أعضاء المكتب المسير، كالناطق الرسمي صلاح أبو غالي، وعلي بنجلون ومحمد غيات، وأخرى غير معلنة، لأعضاء مازالوا يحتفظون بعضويتهم في المكتب المسير، لكنها تبدو عضوية موقوفة التنفيذ. وإذا كان طاسيلي مثلا ربط استقالته، بما أسماه «التشويش»، إلا أن من الواضح أن الأمر أكبر من ذلك ويرتبط بطريقة تدبير الفريق، وبالانتدابات، وبالعديد من الأمور المرتبطة بتسيير الوداد. عدد من أعضاء المكتب المسير، ينتقدون رئيس الفريق بسبب ما يعتبرونها انفرادية في اتخاذ القرارات، وإبعادهم عن دائرة صنع القرار، أما المقربون من أكرم فإنهم يقولون إن هؤلاء الأعضاء الغاضبون هم الذين يرفضون المشاركة في صنع القرار، ويبتعدون عن شؤون الفريق، وعندما تتخذ قرارات لا يترددون في التأكيد أنها تمت بشكل انفرادي، وأن ليس لهم أي يد فيها، معطية المثال بما حدث في موسم تتويج الوداد بلقب البطولة، عندما انفض معظم أعضاء المكتب المسير من حول الرئيس، وظل حميد حسني(طاسيلي) ومحمد الباتولي الوحيدين المساندين له، قبل أن يصبحا خارج الفريق بعد تتويجه بلقب البطولة. من المؤكد أن هناك أمورا ليست على ما يرام في الوداد، فالفريق الذي كان من المفترض أن يصحح أخطاءه، ويضع نفسه على الطريق الصحيح، ويعمل على تقوية صفوفه حتى يظهر بشكل قوي في الموسم المقبل، هاهو اليوم يعيش على إيقاع التصدع، وعلى إيقاع استقالات لمسيرين، وأيضا على إيقاع احتجاج أفراد من جمهوره، مما ينذر بموسم صعب. الوداد يحتاج اليوم إلى لم شمله، وإلى رص صفوفه، خصوصا أن الفريق تخلص من أزمته المالية بعد بيعه للإيفواري أندرسون لمالقا واستفادته من تعويضات حارسه ياسين بونو الذي انتقل إلى أتلتيكو مدريد، ولذلك على المكتب المسير رئيسا وأعضاء أن يصححوا أخطاءهم، وأن يقوموا بما يشبه النقد الذاتي لتجربتهم مع الفريق، لأنهم بلا شك سيجدون أن هناك الكثير من القرارات الخاطئة، من قبيل أن هناك فعلا انفرادية في اتخاذ بعض القرارات، لأن المهام ليست موزعة بدقة، ولأن هناك الكثير من الضبابية في هذا الأمر، مثلما سيجدون أيضا أن هناك متربصين بالفريق من داخله وخارجه، لا تهمهم مصلحة الوداد، بقدر ما تهمهم مصلحتهم الشخصية وحساباتهم السياسية الضيقة. في النهاية، إذا لم تصحح الأخطاء فإن من سيدفع الثمن غاليا هو فريق الوداد.