سقط الوداد الرياضي لكرة القدم، للمرة الثانية على التوالي في البطولة «الاحترافية» عقب هزيمته أول أمس السبت، أمام متذيل الترتيب، فريق رجاء بني ملال بثلاثة أهداف لواحد، وخروجه العملي من سباق التنافس على اللقب، إذ بات يفصله عن الرجاء المتصدر سبع نقاط، قبل إجراء الأخير لمباراته أمام أولمبيك خريبكة أمس الثلاثاء. خروج الوداد من سباق اللقب على البطولة ليس مفاجئا، فالفريق ضيع فرصة مهمة للتحضير لمنافسات البطولة، قبل بداية الموسم، كما أنه تعاقد مع عدد من اللاعبين، لكنه اليوم لا يعتمد عليهم، كما جاء بآخرين في «الميركاتو» الشتوي ولم يقدموا الإضافة المطلوبة، بل وبدا أنهم أصبحوا عالة عليه، وبطبيعة الحال فالفريق الذي يضيع المرحلة التي تسبق انطلاقة البطولة بكل أهميتها، ولا يكمل معه المدرب الذي أشرف على الانتدابات وبرنامج الاستعدادات المهمة، فإنه لا شك سيدفع الثمن، لأن المدرب البديل سيجد دائما عشرات المبررات ليعلق عليها مشجب النتائج السلبية، علما أن عددا من التغييرات التي تعرفها تشكيلة الوداد في المباريات الأخيرة، وعدم الاستقرار على تشكيلة أساسية يثير الكثير من علامات الاستفهام، بل ويطرح السؤال حول سبب كل هذه التغييرات. أكثر من ذلك، فإن الوداد عاش في الكثير من اللحظات حالات من الشذ والجذب، بل إنه بدل أن يتم التركيز على الفريق الأول وعلى الرهانات التي تنتظره، وما يجب على المكتب المسير أن يقوم به، فإن الحدث في الوداد لم يعد يصنعه اللاعبون ولا المدرب، ولذلك، فإن غريبة الغرائب أن عودة حميد حسني الملقب ب»طاسيلي» للوداد أصبحت حدثا، وأصبح الموقع الرسمي للفريق يخصص لها حيزا كبيرا، كما لو أن الوداد قامت بفتح عظيم، علما أن إعادة «طاسيلي» إلى لائحة المنخرطين أولا، ثم لائحة المكتب المسير ثانيا، تؤكد أن ثمن خللا في المكتب المسير للوداد، خصوصا وأن رئيسه عبد الإله أكرم سبق أن قام بالتشطيب عليه من لائحة المنخرطين وتم طرده من المكتب المسير، وبتهم ثقيلة، جزء منها يتعلق باتهامه بتحريض الجمهور ضد الرئيس، فكيف تم إلغاء قرار التشطيب، وكيف عاد إلى المكتب المسير علما أن الفريق لم يعقد أي جمع عام جديد. إن مثل هذه الجزئيات تكشف بما لايدع أي مجال للشك، أن هناك خللا كبيرا في الوداد، فالنتائج في الوداد لا يمكن أن يصنعها «طاسيلي» ولا غيره، ولكن مكتب مسير منسجم، يشتغل بشكل جماعي، ولديه رؤية وتصور واضحين، أما «لعب الدراري» هذا فلن يخدم الوداد، علما أن المكتب المسير مازال إلى اليوم لم يقدم التوضيحات اللازمة لعودة «طاسيلي» إلى الوداد. عندما يصبح الحدث في الوداد، هو عودة مسير موقوف ومنخرط تم التشطيب عليه إلى لائحة المكتب المسير، ويصبح الهدف هو حشد الدعم وتشكيل حائط صد ضد غضب الجمهور، ففي هذه الحالة فإن النتائج السلبية والهزيمة أمام رجاء بني ملال بثلاثية أو رباعية تصبح تحصيل حاصل.