بشكل سريع بدأت «رقصة المدربين» في البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، وبدأت معها أيضا لعبة الكراسي الموسيقية بين المدربين. الوداد الرياضي أقال مدربه الإسباني بينيتو فلورو، وتعاقد مع المدرب بادو الزاكي لخلافته، حيث سيقود الفريق في الموسمين المقبلين. إلى اليوم، لا أحد يعرف لماذا تعاقد الفريق «الأحمر» مع فلورو، ولا الهدف الذي جاء من أجله، ولماذا قرر منح الثقة لبادو الزاكي، مع أن مسؤولا بارزا في الفريق «الأحمر» كان يقسم بأن الزاكي لن يعود إلى الوداد، بيد أن الغضب الجماهيري ورغبة المكتب المسير الحالي في البقاء والاستمرار في قيادة الوداد، دفعته إلى الاستنجاد ببادو الزاكي، والتعاقد معه، علما أن المفروض في أي تعاقد أن يكون بناء على ثقة وعلى قناعات وعلى أهداف، وليس فقط من أجل إطفاء الغضب. شباب الحسيمة، الذي ظل مكتبه المسير يسوق صورة إيجابية عن طريقة تدبيره، وعن ظروف العمل انفصل عن المدرب هشام الإدريسي، وفي لمح البصر تعاقد مع مصطفى الضرس، الأمر الذي يكشف أنه كانت هناك نية مبيتة، وأن الفريق كان يحضر لهذه المرحلة، علما أن مشكلة شباب الحسيمة ليست في المدرب، ولكنها في غياب الإمكانيات المادية، وفي محاولة بعض المسؤولين تقديم صورة مغلوطة عن واقع الفريق، فعندما لا يحصل اللاعب على مستحقاته المادية، فلا يمكن أن يقدم أداء جيدا، لأن ذهنه يتشتت وتركيزه يضيع، ويصبح المدرب في هذه الحالة كبش فداء. وداد فاس وبعد أن انطلق مع المدرب أمين بنهاشم، وتعاقد رئيسه عبد الرزاق السبتي مع مصطفى الحداوي ليصبح مشرفا عاما على الفريق، فجأة سيجد نفسه يعيش على إيقاع التغيير، فالحداوي أصبح هو المدرب الأول، بينما تراجع بنهاشم إلى الخلف، وسيصبح مدربا مساعدا للحداوي. في النهاية هناك خلل ما، فإما أن وداد فاس تعاقد مع الحداوي ليكون مدربا، وكان عليه أن يعلن ذلك بوضوح، دون الحاجة إلى «انقلاب أبيض»، وإلى «التربص» ببنهاشم، وإما أن الأخير لم يعد عمله يرضي السبتي، وكان من المفروض الاستغناء عنه، دون الحاجة إلى كل هذا «الفيلم»، علما أنه لا يمكن الحكم على عمل مدرب بعد مرور أربع جولات، كما أن الهزيمة أمام فريق كالرجاء بهدفين لصفر، وبالأداء الذي قدمه وداد فاس ليست مخجلة. «رقصة المدربين» لا تقف عند هذا الحد بل إن هناك بعض المدربين ممن هم متعاقدون مع فريق ويفاوضون أخرى، في صورة تكشف هواية المدرب المغربي.