الوقائع والعديد من المعطيات تؤكد أن المكتب المسير للوداد الرياضي لكرة القدم يتجه إلى الاستغناء عن خدمات المدرب الإسباني بينيتو فلورو الذي تعاقد معه الفريق منتصف الموسم الماضي. عملية البحث عن مدرب جديد بدأت، وما يحدث في كواليس الفريق ينبئ بأن أيام المدرب فلورو باتت معدودة، وأن مسؤولي الفريق وخصوصا رئيسه عبد الإله أكرم يبحثون عن «تخريجة» الانفصال بأقل تكلفة، بعدما اتضح لهم أن الطريقة التي يدير بها فلورو الفريق ليست عند أفق انتظارهم. وإذا كان من حق مسؤولي الوداد أن يبحثوا عن ما يحفظ توازن الفريق، وما يمكن أن يجعله يمضي في الطريق الصحيح، إلا أن الأسلوب الذي تتخذ به القرارات في الوداد، والتناقض والتضارب الذي يطبع عمل مسؤوليه يؤكد أنهم يسيرون بدون بوصلة. لما تعاقد الوداد مع فلورو تم تقديم هذا المدرب على أنه يمثل «الأمل» للفريق «الأحمر»، بل وتم التسطير على أنه مدرب سابق لريال مدريد وأن سمعته تسبقه، وأن الوداد دخل دائرة التعاقد مع المدربين الكبار، لكن ما أن انتهت منافسات بطولة الموسم الماضي حتى دب الشك إلى نفوس مسؤولي الوداد، علما أنه إلى اليوم فأهداف التعاقد مع فلورو غير واضحة، فهو يتحدث عن بناء فريق للمستقبل، وهم يقولون إن الفريق يتنافس على الألقاب، ثم إن السؤال الأهم اليوم هو من يختار مدربي الوداد ووفق أية معايير، وهل يمكن لمسير كيفما كانت خبرته بعالم الكرة أن يختار المدرب الأنسب للفريق، علما أن الاختيار من المفروض أن يكون وفق برنامج وخطة عمل واضحة للفريق، وليس وفق أهواء هذا المسير أو ذاك، أو من أجل «امتصاص» غضب الجمهور. ما يحدث مع فلورو حدث أيضا على مستوى الإدارة التقنية، فقد كشف أكرم في لقاء سابق مع ممثلي الجمعيات وقدماء اللاعبين بالمحمدية أنه تعاقد مع عزيز بودربالة ليشغل مهمة مدير تقني للفريق بموجب عقد يمتد لخمس سنوات، قبل أن يتضح بعد ذلك أن تصريحات أكرم كانت أشبه بفقاعات من الصابون، وأن الحديث عن التعاقد مع بودربالة كان الهدف منه كتم أصوات الغضب ولو إلى حين، فإلى اليوم لم يكشف السيد أكرم ولا أي من مسؤولي الفريق سبب عدم التعاقد مع بودربالة، وهل البديل هو حسن بنعبيشة مدرب منتخب الشبان، الذي يجري الحديث عنه أيضا على أنه قد يكون المدرب المقبل للوداد. إن الأسلوب الذي يدير به المكتب المسير للوداد الفريق، لم يعد مقبولا، إنه يعكس الهواية المتجدرة لدى مسؤولين يرفضون التغيير، لكنهم لا يترددون في الالتصاق بالكراسي وتغيير المدربين من أجل أن يستمروا في مناصبهم.