شرع الله الصيام لإعادة حيوية الجسم وتنظيم عمله، لذلك يجب أن تكون وجبة الإفطار متوازنة تضم جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم كالكربوهيدرات، والبروتينات، والأملاح، والفيتامينات، و الألياف مع التقليل من الدهون، وأن لا تحتوي على أطعمة ضارة أو مطبوخة بطريقة خاطئة حتى يستفيد الصائم من صومه ويعوض الطاقة التي خسرها خلال النهار. جميع هذه العناصر تشارك في التفاعلات الحيوية للجسم لإنتاج الطاقة التي يحتاجها وتوليد مضادات الأجسام لحفظ مناعته، ولكي يحقق شروطه الصحية، يجب أن يكون الإفطار هادئا وممتعا ومتسلسلا، فيكون البدء أولا بالتمر والماء تبعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولما لهذه العادة الصحية من فائدة عظيمة، حيث إن الأمعاء تمتص الماء المحلى بالسكر (الماء والتمر) في أقل من خمس دقائق، فيرتوي الجسم ويزول الجوع، وتزول أعراض نقص السكر فيه. وبعد أن يأخذ الصائم بضع تمرات ورشفات من الماء، يقوم لأداء صلاة المغرب ثم يقبل على تناول ما لذ وطاب.. في حين أن من يبدأ فطوره مباشرة بملء معدته بالطعام والشراب، فهو يحتاج إلى ثلاث أو أربع ساعات حتى تمتص أمعاؤه ما يكون في إفطاره من سكر، وعلى هذا تبقى أعراض ذلك النقص ويكون -حتى بعد أن يشبع- كمن لا يزال يواصل صومه!
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية