يلقى سوق التمر رواجا لا مثيل له خلال شهر رمضان الكريم فتحرص العديد من الأسر على شرائه وتناوله في رمضان على الخصوص وهذا أمر إيجابي وعادة صحية تعلمناها من سنة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، حيث كان يحرص أشد الحرص على الإفطار بالتمر، وقد جاء هذا في أحاديث نبوية عديدة توصينا باستهلاكه ليس فقط في هذا الشهر الكريم، بل وفي كل أيام السنة فهذه الثمرة الصغيرة بحجمها فوائدها كبيرة، فهي منجم فيتامينات وغنية بالألياف الغذائية، مما يجعل الصائم يشعر بالشبع فلا يندفع إلى تناول الطعام بصورة كبيرة تضر بجهازه الهضمي . فالصائم يستنفد في نهاره عادة معظم الطاقة المخزنة في خلايا جسمه، مما يؤدي إلى انخفاض في نسبة السكر في الدم، مما يسبب ما يشعر به الصائم من ضعف وكسل، وقلة تركيز وغشاوة في البصر، وعدم قدرة على التفكير والحركة آخر النهار، والإفطار على التمر يرفع بصفة فورية نسبة السكر في الدم بفضل سكر الفريكتوز، لذا كان من الضروري أن نمد أجسامنا بمقدار وافر من التمر ساعة الإفطار ليستعيد الصائم قواه سريعا، وينشط جسمه في أقل من ساعة إذا اقتصر في إفطاره على المواد السكرية ببضع التمرات مع كأس ماء، أو كأس حليب، وبعد ساعة يقوم الصائم إلى تناول عشائه المعتاد، ولهذه الطريقة فوائد مهمة, ذلك أن التمر غذاء سهل الهضم والامتصاص مريح للمعدة فلا ترهق بما يقدم إليها من غذاء دسم وفير عادة، بعد أن كانت في حالة سكون وراحة طوال ثماني عشرة ساعة تقريبا، فلا نفاجئها بكميات كبيرة ومن الأكل بل تبدأ عملها بالتدريج في هضم التمر، ثم بعد نصف ساعة يقدم إليها الإفطار المعتاد، فسكر الفركتوز الموجود بالتمر يعوض السكر المحترق في الدم نتيجة الحركة وبذل الجهد خلال اليوم فلا يفتر الصائم ولا يتعب. وتناول التمر يحد من إقبال الصائم على الأكل، فلا يقبل على المائدة ليلتهم ما عليها بعجلة دون مضغ أو تذوق، ذلك أن تناول التمر أولا ثم الشوربة الحريرة يحفز المعدة والأمعاء على إفراز الأنزيمات الهاضمة، فيسهل هضم باقي الإفطار الذي يحتوى على البروتينات وسكريات بطيئة، إلا أن بعض الناس لا يتناولون التمر عند الإفطار وبعد أن يملؤوا معدتهم بشتى أنواع الطعام يقبلون على أكل التمر وهذا لا يحقق كل المنافع المراد الاستفادة منها من خلال الإفطار، وبالتالي يجب الحرص على تنول التمر كأول ما يدخل جوفنا مع الماء اقتداء بالسنة النبوية وتحقيقا للمنافع العديدة له.