بياضة وزنقة ادريس بن ناصر وشارع الرباط، أو الفضاءات التجارية الحديثة " أسيما ومرجان " كلها أسواق بمدينة آسفي تشهد خلال شهر رمضان الأبرك اكتظاظا ملحوظا وخصوصا في ساعات معينة من النهار، حيث الحركة دؤوبة واقبال كبير على اقتناء المواد الغذائية، خاصة منها الخضر والفواكه والأسماك واللحوم والحلويات والمرطبات. فإذا جرى استثناء الأسواق الأسبوعية الذي توافق أيام الثلاثاء و الجمعة والسبت والأحد، فإن أبرز الأسواق التي تشهد إقبالا كبيرا بعاصمة الجهة " دكالة عبدة " سوق بياضة الذي يتوافذ عليه المسفويون لاقتناء حاجياتهم من الخضر الطرية ومما لذ وطاب من الفاكهة وكذا كل أشكال وأنواع الأسماك. وما يميز هذا السوق خلال شهر رمضان، خلافا لما جرت العادة على عرضه خلال الأشهر الأحد عشر، وفرة العرض من الحلويات والخبز والتمور التي تستهلك بكثرة خلال أشهر الصيام.
وتشهد أزقة وأسواق صغيرة أخرى " منها " سوق اعزيب الدرعي وشارع ادريسبن ناصر وشارع الرباط، وزنقة المدينة القديمة توافذا كبيرا من قبل المواطنين خاصةبعد الانتهاء من العمل، حيث يتجول البعض بهدف تمضية الوقت، في حين يبضع الآخرون مما اشتهته أنفسهم من مختلف المعروضات التي تقدم بشكل يثير الشهية لدى المارة وخصوصا الأطفال ... ومن الناس من يفضل التبضع من الفضاءات التجارية الحديثة ك " أسيما ومرجان "التي تشهد هي الأخرى إقبالا ملحوظا في وقت معين من أوقات النهار حجته في ذلك رحابة الفضاء وتوفر المكيفات الهوائية واتقاء أشعة الشمس الحارقة.ورغم تزامن شهر رمضان هذه السنة مع العطلة الصيفية من جهة والدخول المدرسي من جهة أخرى، وما يتطلبه هذا الأخير من مصاريف زائدة سواء من أجل اقتناء الكتب والمطبوعات أو الملابس ومصاريف زائدة إلا أن العديد من المسفويين يؤكدون أنه لا يمكنهم التخلي عما تعودوا على استهلاكه خلال هذا الشهر الكريم فرمضان عند المسفيوين، لا بد من الحلوى " الشباكية والثمر والشريحة والحريرة والحليب أو العصير والمسمن زيادة على ما لذ وطاب من أنواع الأسماك الذي يزخر بها بحر آسفي إلى غير ذلك ... ولا يغفل المسفيويون خلال شهر رمضان شهر الغفران في اصطحاب أبنائهم إلى المساجد والزوايا حيث يتوافدون عليها بكثرة لمرضاة الله ومغفرته والتقرب إليه، خاصة أداء صلاة التراويح، حيث تعج مساجد المدينة بأفواج المصلين من شيوخ ونساء وأطفال.كما يقبل العديد من سكان آسفي خلال هذا الشهر على مزاولة عدة أنشطة مختلفة سواء بالنهار أو خلال الليل، كما أن ممارسة الرياضة لها دور كبير حيث لا تخلوا الغابات المجاورة سواء بعد العصر أو بالليل من ممارسي الرياضة. وتشهد شوارع المدينة خلال ليالي رمضان بآسفي حركة دؤوبة بعد الافطار وأداء صلاة التراويح. حيث تقام سهرات والحفلات في بعض الأماكن العمومية، كما أن المقاهي هي الأخرى تعج بزبناء يرتادونها سعيا إلى لعب الورق " الكارطة أو إثارة مواضيع للنقاش ". وتعرف مائدة الافطار المسفوية خلال شهر رمضان الفضل مختلف محتواها من أسرة لأخرى، حسب الامكانيات المادية، إذ تكتفي بعض الأسر بتناول الحساء " الحريرة مع التمر وبعض الحلويات " الشباكية " والشاي والقهوى والمسمن.فيما يزين البعض الآخر مائدة الافطار بشتى أطباق المأكولات والمرطبات الحليب وأطباق الأسماك المتنوعة غير أن جميع الأسر المسفيوية تتوحد تقريبا فيما يتعلق بتناول الحساء مع الثمر أو مع حلوى " الشباكية " والشاي أو القهوة زيادة طبعا على أطباق السمك ويؤكد العديد من المسفييون أن العادات والتقاليد تتغير مع مرور السنين إلى حد كبير خلال شهر رمضان بالمدينة إذ كانت الأسر تلجأ بكثرة إلى تبادل الزيارات فيما بينهم حرصا على صلة الرحم وتقديم التهاني في غياب وسائل الاتصال الحديثة مثل الهواتف المحمولة والإنترنت وتمضية الوقت والسهر قبل أن تظهر وتشر شاشات صغيرة. كما مس التغيير فترة السحور على غرار مختلف مدن المملكة إذ أضحى عدد كبير من سكان المدينة يستغنون عن السحور، مكتفين بتناول وجبة العشاء في ساعة متأخرة من المساء. حجتهم في ذلك الحرص على الذهاب إلى العمل في الصباح وصعوبة الاستيقاظ للسحور بعد السهر إلى حدود متأخرة من الليل.غير أن عددا لا يستهان به من المسفويين يتمسكون أيضا تمسك بالاستيقاظ للسحور وتناول وجبة خفيفة قبل أداء صلاة الفجر في المسجد أو في المنزل مبررين حسنات ذلك وفضائله. وموازاة مع ذلك فإن من ضمن العادات التي اندثرت بالمنطقة عادة ، الطبال أو النفار أو الغياط.التي كانت الغاية منها إيقاظ الناس للسحور إذ حل محلها على مستوى المدينة ذوي آلة الإنذار أو المدفعية، غير أن الناس صاروا في غنى عن هذه العادة الصلاة وعن بديلها وباتوا يعتمدون في الوقت الحالي على منبهات الساعات والهواتف المحمولة. وعموما فإن العيش اليومي في مدينة آسفي إسوة بغيرها ن مدن المملكة يأخذ خلال شهر رمضان طابعا مختلفا ووثيرة غير الوثيرة المعتادة خلال باقي أشهر السنة مما يكسبه نوعا من التجديد.