تعيش مدينة الدارالبيضاء، اليوم، حالة من الارتباك على مستوى النقل، بسبب الإضراب الذي تنوي خوضه خمس نقابات مشكلة للتحالف النقابي لسيارات الأجرة، إضافة إلى حمل الشارة الحمراء بالنسبة إلى مُستخدَمي وسائقي الطرامواي. وأفاد مصدر نقابيّ أن سائقي سيارات الأجرة، بصنفيها الأول والثاني، يخوضون إضرابا اليوم الخميس للدفاع عن مطالبهم، المتمثلة في الاستفادة من المأذونيات، اعتبارا لأوضاعهم الاجتماعية الصعبة، وأن «هذا المطلب كان موضوع مراسَلة إلى رئيس الحكومة ووزير الداخلية من أجل فتح حوار جدّي في هذه القضية، غير أنْ لا أحد حرّك هذا الملف».. وهو ما وصفته مصادر نقابية ب»الحكرة» التي تطال هذه الفئة من قبَل الحكومة، مؤكدين أنهم كانوا يأملون أن تسوي هذه الحكومة جميعَ الملفات العالقة، لاسيما في القضية المتعلقة بمراجعة مدونة السير. وأكد مصطفى الكيحل، الكاتب العام للفدرالية الوطنية لمهنيي النقل، أنّ للإضراب دوافع اجتماعية واقتصادية محضة وأنه «طالما تمّ تأجيل هذه الخطوة على أمل الاستجابة لمطالب المهنيين إلى أن تبيّن أنه ليست للمسؤولين أي نية في الاستجابة لمطالب مهنيي قطاع الطاكسيات». كما يخوض سائقون ومستخدمون في «طرامواي البيضاء»، التابعون لنقابة مهنيي ترام البيضاء، المنضوية تحت اتحاد الجامعات الوطنية لسائقي ومهنيي النقل بالمغرب، منذ أمس الأربعاء وطيلة اليوم الخميس، احتجاجا سلميا من خلال حمل شارات سوداء تنديدا بطبيعة الأوضاع التي يعملون فيها، خاصة في ما يتعلق بالسائقين الذين يُلزَمون بالعمل طيلة تسع ساعات ونصف، وهي المدة التي لم تعرف أيّ مراجعة أو تقليص في هذا الشهر الكريم نظرا إلى التعب الذي ينال من المهنيين، في ظلّ موجة الحرارة والصيام، وفق بعض المحتجّين. وصرّح يونس الأيامي، الكاتب العام للمكتب النقابي لمهنيي «ترام البيضاء»، ل»المساء» بأنّ حمل الشارة هو خطوة أولى في المسلسل التصعيديّ الذي سيدخل فيه المستخدَمون، والذي سيصل حد خوض إضراب عن العمل ضدّ الظروف التي يعملون فيها وضدّ الإرهاق والضغط اللذين يعانون منهما دون أن يتم فتح باب الحوار مع المستخدَمين والاستجابة لمطالبهم الحقوقية والاجتماعية. وندّد الأيامي بما وصفه ب»التضييق على العمل والانتماء النقابي رغم أنه حق مشروع مكفول بقوة القانون». وأضاف المصدر ذاته أنّ الجهات المسؤولة في الشركة ربطت إضراب مستخدمي ترامواي بإضراب سيارات الأجرة في الدارالبيضاء، الذي يخوضونه اليوم الخميس. واعتبر وضع الشارة تضامنا مع هؤلاء السائقين، غير أنّ الأمر مختلف تماما، يقول الايامي، وأن مستخدمي الترامواي يضعون الشارة السوداء احتجاجا على ظروفهم ومعاناتهم اليومية الخاصة وأنهم متشبثون بمطلب فتح حوار مع الإدارة من أجل مناقشة ملفهم المطلبي في ظلّ عدم التجاوب مع مطالب المهنيين.