مباشرة بعد إعلان حزب الاستقلال خروجه الرسمي إلى المعارضة، وتقديم وزرائه استقالاتهم إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، بدأت قيادة الحزب في التحرك من أجل التنسيق مع الأحزاب المصطفة في جبهة المعارضة للحكومة، حيث كانت الوجهة الأولى هي مقر حزب الاتحاد الاشتراكي بحي الرياض بالرباط، بعد أن حلت قيادة حزب الميزان أول أمس ضيفة على إدريس لشكر ورفاقه، في إفطار رمضاني بنكهة سياسية محضة. وحلت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال بأغلبية أعضائها ضيفة على قيادة حزب الوردة، حيث وجدت في استقبالها أعضاء المكتب السياسي للحزب، يتقدمهم الكاتب الأول لشكر، وهو ما اعتبر أول لقاء للحزبين اللذين عرفت مواقفهما تقاربا كبيرا منذ وصول شباط ولشكر إلى قيادة الحزبين، في أفق المزيد من التنسيق بين الطرفين، بعد أن توعدا بنكيران ب«معارضة شرسة داخل وخارج البرلمان». وشهد اللقاء كلمتين لكل من شباط ولشكر، أجمعا خلالهما على مهاجمة حزب العدالة والتنمية، وأمينه العام عبد الإله بنكيران الذي يقود الحكومة الحالية، محملين إياه مسؤولية الأزمة التي تعرفها الحكومة، والتي دفعت حزب الاستقلال إلى الانسحاب منها، وأيضا انعكاسات الأزمة على الأوضاع الاقتصادية، لكونها مسؤولة عن التوترات الاجتماعية التي تشهدها مختلف القطاعات. وهاجم شباط بقوة رئيس الحكومة بنكيران، مؤكدا أن تصرفاته كانت السبب الرئيسي لانسحاب حزبه من الحكومة، «فالرجل لم يتصرف يوما كرجل دولة مسؤول عن تحالف حكومي، بل كان كل ما يقوم به يتسم بالطابع الحزبي الضيق، مع ما سجلناه عليه مرارا من انفراد في اتخاذ القرارات التي لم يكن يرجع إلينا فيها». وأكد شباط في كلمته، التي ألقاها أمام أعضاء كل من اللجنة التنفيذية لحزبه والمكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، أن رئيس الحكومة لم تكن له قناعة بالحوار مع شركائه داخل التحالف الحكومي، «وهو ما كان يوحي لنا بأنه لا يملك رغبة حقيقية في تفعيل الدستور، لكننا اليوم واثقون بأن الأغلبية معنا، وهي الأغلبية الصامتة التي لم تمنح أصواتها لأي جهة خلال الانتخابات الأخيرة». من جهته، رحب لشكر بعودة حزب الاستقلال إلى المعارضة إلى جانب حزب الاتحاد الاشتراكي، معتبرا أنه عاد إلى «مكانه الطبيعي»، وأشار إلى التاريخ المشترك بين الحزبين، اللذين شكلا الركيزتين الأساسيتين للكتلة الديمقراطية، «والتي يتوجب علينا اليوم إعادة إحيائها، لكن بهدف جديد هو السعي نحو الإصلاح، والذي يمر بالضرورة عبر تفعيل مقتضيات الدستور». وكان بيان صدر عن الاجتماع الذي عقده الجانبان، أكد على أن الحزبين سيشكلان لجنة تتنسيق مشتركة لوضع برنامج العمل وآليات التنفيذ، من أجل تحقيق الأهداف التي اتفقا عليها، في تعاون متواصل بين الهياكل الحزبية، على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي والمحلي والقطاعي، وعلى مستوى التنظيمات الموازية، من شبيبة ونساء.