أعلن عبد القادر الكيحل، القيادي في حزب الاستقلال، أن قيادة الحزب تعترف بأنها أخطأت التقدير حينما قررت المشاركة في التحالف الحكومي، الذي يقوده حزب العدالة والتنمية. إدريس لشكر وحميد شباط قال الكيحل، في تصريح ل"المغربية"، إن "قيادة الحزب أجرت نقدا ذاتيا لمشاركتها في الحكومة، التي يقودها حزب العدالة والتنمية، واعتبرت أن قرار حزب الاتحاد الاشتراكي بعدم المشاركة في التحالف الحكومي كان صائبا". وأبرز أن الخروج من التحالف الحكومي الحالي حسم فيه حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، دون أن يعلن عن وقت محدد للخروج، مفندا بذلك ما يتداوله البعض من أن اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال أمهلت رئيس الحكومة شهرا للبحث عن حليف بديل لحزب الاستقلال. وأوضح الكيحل، في السياق ذاته، أن كل ما قاله شباط بخصوص قرار الانسحاب هو أن "القرار نافذ، وعلى رئيس الحكومة أن يبحث عن بديل لحزب الاستقلال، إن هو أراد أن يحافظ على الأغلبية داخل مجلس النواب"، من دون أن يحدد أية مهلة زمنية للخروج. وعلمت "المغربية" أن قيادة حزب الاستقلال ترتب الأوراق مع حليفها التاريخي، حزب الاتحاد الاشتراكي، وأن شباط منكب، في الوقت الحالي، على تقوية التنسيق وتمتين العلاقة بين حزبه وحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي عاش معه "لحظات صعبة اجتازها الحزبان بسلام"، حسب تعبير القيادي الاستقلالي، الذي أوضح أن قيادتي الحزبين ستجتمعان خلال الأسابيع المقبلة للتباحث حول الإمكانيات المتاحة لتشكيل "معارضة برلمانية يكون صداها ممتدا إلى الشارع، وتنقل مطالب المواطنين والفئات المهمشة في المجتمع إلى البرلمان، وتدافع عن المكاسب الديمقراطية، وترسم طرق وأشكال المعارضة". وكان شباط قال في وقت سابق إن "قرار الانسحاب من الحكومة مكن الفاعلين السياسيين من إنجاز تمرين سياسي جديد، والمغرب يتمتع بما يجب وبما يكفي من شروط الاستقرار". وأضاف أن "حزب الاستقلال ماض في تنفيذ الانسحاب، لأنه لم يطرأ ما من شأنه أن يدعو إلى التفكير في غير الانسحاب من الحكومة، لذلك فإن قرار المجلس الوطني مايزال قائما ومفعلا". من جانب آخر، علمت "المغربية" أن قيادة حزب العدالة والتنمية تجري مشاورات سرية مع قياديين من حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري بهدف تعويض خروج حزب الاستقلال من التحالف الحكومي، رغم امتناع أغلب الوجوه القيادية في التجمع عن الدخول في تحالف مع العدالة والتنمية، إذ أعلن عبد العزيز العلوي الحافظي، عضو المكتب السياسي للتجمع، أن قيادة الحزب لا يمكنها تعويض أي أحد خرج من التحالف الحكومي. وتساءل، خلال اجتماع المكتب التنفيذي الأسبوع الماضي، قائلا "كيف يمكن لنا أن نشارك في حكومة صوتنا ضد البرنامج الحكومي الذي تعمل به؟".