-يتميّز رجب طيب أردوغان بأنه: -يحترم الكبار وأصحاب التخصّص، فهو لا يتردّد في تقبيل أيدي أهل الفضل عليه، ومن ذلك أصرّ على أن يصافح ضيوفه فردا، فردا، خلال «مؤتمر الفكر الإسلامي العالمي»، الذي تبنته بلدية إسطنبول عام 1992، ممّا أكسبه احترام العديد من الشّخصيات الإسلامية الثقيلة. -هو أول شخصية سياسية يرعى المعوقين في ظلّ تجاهل حكوميّ واسع لهم، ويخصص لهم امتيازات كثيرة، مثل تخصيص حافلات وتوزيع مقاعد متحرّكة، بل أصبح أولَ رئيس حزب يرشح عضوا معوقا في الانتخابات وهو الكفيف «لقمان آيوا» ليصبح أول معوق يدخل البرلمان في تاريخ تركيا. -شخصيته الشّجاعة دفعته إلى تعيين مجموعة كبيرة من المحجّبات داخل رئاسة البلدية، مثلما أعطى الفرصة للطرَف الآخر دون خوف من النقد الإعلامي، كما لم يتردّد في هدم منازل وفيلات لكبار الشخصيات، من بينها فيلا الرئيس الراحل أوزال، لأنها بُنيت مخالفة للقانون. -اتضح إعلاؤه لمبادئ القانون والعدالة والمساواة جليا في أمره بتنفيذ القانون على ابن شقيقه المعتقَل ضمن المتهمين المتورّطين في الاتجار في المخدرات في مدينة إسطنبول (فبراير 2010) «لأنّ القانون في تركيا يطبَّق على الجميع» -حسب قوله- وهكذا لم تمنع صلة القرابة التي تربط بين رئيس الوزراء التركي وابن شقيقه من تطبيق القانون عليه. -لا يتأخر في الاعتراف بما لديه من قصور علميّ لعدم توفر الفرصة له للتخصّص العلمي أو إجادة لغات أخرى غير التركية.. لذلك فقد شكل فريقَ عمل ضخما من أساتذة الجامعات والمتخصّصين في شتى المجالات للتعاون معه في تنفيذ برامج حزبي «الرّفاه» و«الفضيلة» أثناء توليه منصب عمدة إسطنبول. -لم يتردّد في إرسال بناته إلى أمريكا لإكمال تعليمهنّ، بعد أن أغلقت الأبواب في وجوههنّ داخل تركيا بسبب ارتداء الحجاب، ولم يلتفت إلى الحملة الإعلامية الشّرسة التي تعقبته أثناء ذهابه للحجّ أو العمرة مع زوجته المحجّبة، حيث راحت تستهزئ به بإطلاق تعبير «الحاج الرّئيس». -لم يتخلف يوما عن واجب العزاء لأيّ تركي يفقد عزيزا ويدعوه إلى الجنازة، مثلما لبّى الكثير من دعوات الشباب له بالمشاركة في مباريات كرة القدم.. وفي شهر ماي 2006 شارك أردوغان في مباراة للكرة بين زعماء أوربا وأمريكا اللاتينية، أقيمت في فيينا بمناسبة تسلم فنلندا رئاسة الاتحاد الأوربي من النمسا.. وقد أعجب الأتراك برئيس وزرائهم وهو يلعب المباراة بلياقة جيدة ويسجل هدفا لصالح الفريق الأوربي.. وفي كل الأحوال، فقد قرّبه حب كرة القدم من الجماهير وعمّق معنى البساطة في صورته الذهنية.. كعادته، منذ كان رئيسا لبلدية إسطنبول وصولا إلى توليه رئاسة الوزراء في مارس 2003، يحرص أردوغان على الإفطار -في معظم أيام شهر رمضان- مع أسَر فقيرة بصحبة زوجته «أمينة»، التي أصبح لها حضور واضح في الأوساط النسائية والاجتماعية، وهو يأكل من طعام الفقراء في هذه الحالات ويقترب بحميميته من البسطاء. وهناك قصة تناولتها وسائل الإعلام التركية حول تلك العادة الحسنة، التي جرت أحداثها في 25 أغسطس 2009، تقول القصة: مع انطلاق أذان المغرب دقّ أردوغان باب أسرة الجدة «عائشة أولجون»، التي تسكن في حي «باغجيلار» -منطقة عشوائية- في العاصمة التركية أنقرة. ولم تصدّق الجدة المُسنّة عينيها حين رأت أنّ الذي طرق عليها الباب هو رئيس الوزراء وأنه جاء ليتناول معهم طعام الإفطار وليسأل عن أحوالهم.. بعد أن تناول معهم أردوغان الإفطار، سألهم عن أحوالهم، وعمّا يحتاجون إليه من أموال ومساعدات، ثم قام بزيارة ثلاثة بيوت في الحي نفسِه. وخلال زيارته أحد البيوت الثلاثة دخل عليه عمدة الحي ويدعى «بكتاش» وجلس معه. وفجأة، قال أردوغان للعمدة «سأطلب منك هذه الليلة طلبا»، فأجابه العمدة: «السمع والطاعة لك، يا سيدي» وعندها مدّ أردوغان يده إلى جيب قميص العمدة والتقط منه علبه سجائر، وقال له «ستقلع عن تدخين السّجائر من الآن!».. فاندهش العمدة، غير أنه استجاب لطلب أردوغان، وطلب أن تكون هذه العلبة هي العلبة الأخيرة التي يدخّنها. فرفض أردوغان مطلبه. وأمسك بعلبة السّجائر وكتب عليها اسم العمدة والتاريخ ووقع عليها، ثم ناولها لمدير مكتبه، وقال له احتفظ بها لنضعها في متحف علب السّجائر التي نجمعها.. ولا يكاد يمرّ يوم من الأيام دون أن يُثبت أردوغان أنه ابن الشّعب والجماهير العريضة وليس ابنَ النخبة السياسية ذات الأبراج العاجية التي تهتمّ بالتنظير والجدَل الذي لا يفهمه العوامّ. وقد اقترب أكثر من هذه الجماهير في مطلع 2006 باستقبال رئاسة الوزراء شكاوى واقتراحات الأتراك عبر خط هاتفي مجانيّ ساخن.. غير أنّ ارتباطه بشعبه قد تجلى في فرحة أهالي حي قاسم باشا الفقير في مدينة إسطنبول بأن يصبح أحد أبنائه رئيسا لبلدية المدينة، فضلا على أن يكون رئيسا لأكبر حزب سياسيّ في تركيا، لذا فقد سهر أهالي الحي حتى الصباح يوم انتصار أردوغان.. ولخّص أحد هؤلاء البسطاء فرحتهم بهذا النجاح قائلا: «نحن نفتخر بأردوغان، فإننا نعتقد أنّ أحدا بعد اليوم لن يجرؤ على السّخرية منا أو إهمالنا».. وأخيرا، عندما تحبّ الشّعوب زعماءها، تتسمى بأسمائهم.. هذا ما حدث أيضا في تركيا في السنوات الأخيرة، حيث كشفت سجلات المواليد في تركيا - حسب ما أوردت جريدة «ينى شفق» التركية في 3 شتنبر 2009 أنّ 77 شخصا يحملون اسم ولقب رئيس الوزراء التركي «رجب طيب أردوغان».. أما أعداد من يحملون اسم «رجب طيب» اسما مركبا فقد بلغوا 2150 شخصا.. وقد كشفت إحصاءات سجلات المواليد أن 403 أسَر تركية قد أطلقت بين 2005 - 2008 اسم «رجب طيب» على أبائها..