في أول خروج إعلامي له، بعد الاستقبال الملكي لغريمه السياسي حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، بدا عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، غيرَ مكترث بخطوة زعيم الاستقلاليين و ما قد يترتب عنها في الأيام القادمة من تفعيل لقرار الانسحاب أو تعديل حكوميّ، وقال -دقائقَ بعد مغادرته جلسة المساءلة الشهرية في مجلس النواب: «المهمّ دابا البلاد والحكومة والبرلمان ماشْية.. ونهارْ يرتبك هادشّي ندّاكرُو».. وحرص بنكيران، في حديثه إلى الصّحافيين، على بعث «رسائلَ» واضحة إلى شباط، مؤكدا أنه لن يتحدّث عن قرار حزب الاستقلال القاضي بالانسحاب من الحكومة، لكونه «موقوف التنفيذ إلا إذا تم تفعيله». قبل أن يتابع قائلا: «مْنين يْخرج شي حدّ وقتها ندّاكرو.. في 2 ماي (تاريخ آخر لقاء لقيادات الأغلبية) قال لي غادي يصلح المشكلة مع الوزراء اللي سبّهم وقذفهم، وإلى حد الآن مازلت أنتظر». ورفض رئيس الحكومة التعليق على استقبال الملك للأمين العام لحزب الاستقلال، أول أمس الأربعاء، قائلا: «لا أعلق على الاستقبال الملكي». إلى ذلك، استعاض بنكيران عن لفظة «العفاريت والتماسيح»، التي اعتاد الحديث عنها للاستدلال على جيوب المقاومة، بنحت مصطلح جديد هو «كل أشكال خلق الله».. وقال خلال تدخله خلال جلسة الأسئلة الشفوية الشهرية التي تمحورت حول «علاقة الإدارة العمومية بالمواطن والمقاولة: «هناك تشويش ومقاطعات من كل أشكال خلق الله، ولن نتراجع فهذه مسؤولية.. ولن يتسامح معنا الوطن إذا لم نقم بمسؤولياتنا»، مضيفا: «لم تعد لدينا إمكانية للتراجع الى الوراء. المواطن لم يعد يقبل أنّ الإدارة لا تكنّ له الاحترام، فالمواطن لديه الوعي بأنه صاحب السيادة في الدولة ويريد خدمات بلا جميل». من جهته، شنّ سليمان العمراني، عضو فريق العدالة والتنمية في مجلس النواب، هجوما حادا على «المُشوشين»، داعيا حكومة بنكيران إلى «المضيّ بعيدا في الإصلاح وعدم الالتفات إلى التشويش والإرباك في أفق الإنهاك». وغمز القيادي الإسلامي، خلال تدخله في جلسة الأسئلة الشهرية، الذي انعقد مساء أول أمس الأربعاء في الغرفة الأولى، من قناة المعارضة و«العفاريت والتماسيح»، باعثا رسالة إليهم عبر بيت شعريّ للإمام البوصيري يقول فيه قد تنكر العين ضوء الشّمس من رمَدا وينكر الفمُ طعم الماء من سقَم واعتبر العمراني أنّ هناك «تشويشا» على التجربة الحكومية، التي قامت بانجازات وصفها بالمهمّة، منذ تنصيبها قبل سنة ونصف، و»هي تمضي بكل ثقة في إنجاز برنامجها التعاقدي مع البرلمان»، مشيرا إلى أنه «مع حكومة بنكيران بدأت ملامح مرحلة جديدة، تتعلق بإعادة بناء أسس الدولة، حيث تصبح الإدارة خادمة للمجتمع.. وانتهى زمن التحكم في الإدارة وإنتاج قرارات غير مشروعة». ومن جهة أخرى، هاجم عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، فرق المعارضة على خلفية مقاطعتها -للمرة الثانية على التوالي- بنكيران، داعيا الاستقلالي كريم غلاب، رئيس مجلس النواب، إلى عقد ندوة الرّؤساء من أجل البحث في أسباب مقاطعة فرَق المعارضة، خاصة أنّ «الدستور، في فصله العاشر، منح للمعارضة أدوارا مهمّة يجب أن تؤدّيها، بصفتها ممثلة للأمة، وأي غياب لها فيه إخلال بواجباتها.. إذا أرادت ممارسة حقها يجب أن تسلك المَساطر المؤسساتية»، يقول بوانو. وهاجم رئيسُ الفريق الإسلامي غيابَ أمين المجلس وديع بنعبد الله، عن فريق التجمع الوطني للأحرار، مؤكدا أنّ «المجلس انتخبه أمينا في المكتب المسير، ومن واجبه أداء وظيفته، وأي احتجاج بهذه الطريقة هو إخلال بواجباته المتعلقة بالمؤسسة التشريعية.» وفي الوقت الذي بدأت جلسات المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة تفقد بريقها وتدخل طور الرتابة، كان لافتا غيابُ وزراء حزب الاستقلال الستة عن الوفد الوزاري المرافق لبنكيران، والذي تكون من 10 وزراء، وكذا غياب برلمانيي الأغلبية، إذ سجل غياب 130 برلمانيا من أصل 228، بعد أن لم يحضر من الفريق النيابي لحزب الاستقلال سوى 12 برلمانيا وتغيب 38 برلمانيا استقلاليا، وغاب من الفريق الحركي 20 برلمانيا.. في حين عرف فريق العدالة والتنمية غيابا ملحوظا ل30 نائبا من أصل 107، عدد أعضاء الفريق، كما تخلف عن حضور جلسة أول أمس 12 نائبا من الفريق التقدّمي.