سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بنكيران يدافع عن المقاربة الزجرية ويقول: «من لم ينفع معه القرآن يؤدبه السلطان» قال مهاجما حزب «البام»: على الأقل الانسان ما يكونش مسنطح ..يمارس الفساد ويجي هنا يتبجح علي»
أحرج عبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي للعدالة والتنمية، خلال جلسة المساءلة الشهرية، التي انعقدت مساء أول أمس الاثنين بمجلس النواب، أمينه العام عبد الإله بنكيران، بعد أن أكد أن فريقه لا يزال ينتظر رد الحكومة على ما تعرض له النائب الإسلامي عبد الصمد الإدريسي من «اعتداء» من قبل رجال الأمن أثناء تفريق وقفة احتجاجية للمعطلين أمام البرلمان. ولم تُجد محاولة بوانو نفعا في إخراج بنكيران عن صمته واستصدار رد منه على ما وقع، بعد أن تعمد رئيس الحكومة أن يتحاشى التطرق إلى موضوع الاعتداء ولو بالإشارة، مكتفيا بالمقابل، بالتنويه والثناء على قوات الأمن والاستوصاء بها خيرا. فيما كان لافتا تأكيده مرتين على أهمية المقاربة الزجرية حين علق على ما وقع من أحداث في مراكش ومناطق أخرى بالقول: «هناك من لا ينفع معهم القرآن لذا يجب أن يأتي السلطان ليؤدبهم»، مشيرا خلال جلسة المساءلة، التي خصصت لوضعية الأمن والتنمية المندمجة للمناطق القروية، إلى أن اعتماد المغرب على مقاربة حقوق الإنسان والتساهل مع أسلوب الزجر والتطبيق الصارم والحازم للقوانين كان له انعكاس سلبي على الجانب الأمني. وشن بنكيران هجوما لاذعا على غريمه السياسي حزب الأصالة والمعاصرة، متهما إياه ب«الفساد». وقال في رده على تدخل النائب البرلماني أحمد التهامي: «أنا والله حشمت. على الأقل الإنسان ما تكونش فيه السنطيحة، يكون يمارس الفساد ويجي لهنا ويتبجح علي..». وكان كافيا أن يؤكد التهامي أن الإسلام لا علاقة له بارتفاع أو انخفاض نسبة الجريمة، مستدلا على ذلك باليابان حتى انفجر رئيس الحكومة في وجهه بالقول: «اليابان واش فيها أحزاب سياسية تتأسس بين عشية وضحاها؟ وتأخد الأغلبية». وكان حزب «البام» قد استبق تدخل بنكيران باستفزازه حينما اعتبر النائب التهامي أن مواجهة الجريمة لا يمكن أن تتم ب«جوج قمايج وسباط وبذلة ثقيلة لكل رجل أمن في السنة»، معتبرا أن الإحصائيات التي قدمها رئيس الحكومة عن الجريمة بالمغرب غير دقيقة. وفيما بدا بارزا أن جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة فقدت بريقها، لم يفوت الفريق الاستقلالي الفرصة ل«تقطير» المزيد من الشمع على حليفه، بعد أن وجه النائب البرلماني، عمر احجيرة، رسائل مشفرة وأخرى غير مشفرة إلى رئيس الحكومة. إذ قال: «التجار تايقولو الحركة واقفة ويلا ما سمعتيهاش أنا نبلغك بيها.. يجب أن تبعث الطمأنينة في رجال الاقتصاد باش يخرجو الفلوس من البانكات لأنهم باتوا يخافون من القاموس الذي يستعمل من الفساد وغيرو.. بلا ماندخلو في القاموس الجديد اللي ولا تيستعمل»، في إشارة إلى مصطلحات «التماسيح والعفاريت» التي اعتاد بنكيران استعمالها. من جهة أخرى، هاجم أحمد الزايدي، رئيس الفريق الاشتراكي بالغرفة الأولى، بنكيران، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يكون «المواطنون والمواطنات ينتظرون ظهور رئيس الحكومة، إذا بهم يكونون أمام رئيس حزب. إذ يتخيل أحيانا للشعب المغربي أنه أمام نسخة من النموذج المصري الذي يقوده مرسي وجماعته في سياق مختلف عن الوضع السياسي في المغرب». ووجد الزايدي في المذكرة التي قدمها حميد شباط إلى رئيس التحالف الحكومي سلاحا لِنَكْء جراح الأغلبية الحكومية. إذ قال: «ما يخيفنا اليوم ويجعل هذا التساؤل مشروعا وعاجلا هو ما خرج به أحد أهم حلفائكم في الحكومة وفي الأغلبية في مذكرة لم تبق سرا. إذ تقول إن أكبر القضايا التي جئتم بها لدى البرلمان لا تتناقش داخل الأغلبية وهذا خطير؟». تساؤل اكتفى رئيس الحكومة بالرد عليه بالقول: «أنا في البرلمان أجيب عن إشكاليات المجتمع وليس عمل الأغلبية، واللي عندو شي مذكرة مرحبا بيه». من جهة أخرى، اتهم رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب جهات لم يسمها بالتحرك بمنطق الكيد والتشويش على الحكومة، مشيرا خلال تدخله إلى أن هناك استهدافا للحكومة التي يقودها حزبه وللمؤسسات يؤدي إلى عدم الاستقرار. فيما فجر بوانو قنبلة في وجه حفيظ بنهاشم، المندوب السامي للسجون، حينما وصف السجون بأنها أصبحت مدرسة لتخريج المذنبين المبتدئين مجرمين محترفين بعد قضاء عقوبتهم الحبسية. وفي إشارة سياسية تؤشر على درجة التجاذب داخل الأغلبية الحالية، أعلن بوانو على مرأى ومسمع من الفريق الاستقلالي أنه سيمد بنكيران بدراسة تخص النقاط الأمنية السوداء في مدينة فاس التي يتولى تدبيرها حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال.